“كاذبون وإرهابيون”.. كيف تفاعلت إيران مع عودة العقوبات الدولية؟

علي زم -مراسلين
طهران -اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عودة العقوبات غير قانونية وفاقدة للاعتبار، مؤكداً أن هذا الإجراء سينتهي بالفشل تماماً كما فشل خيار الحرب العسكرية. في المقابل، أكد نواب البرلمان أن العقوبات لن تترك أثراً اقتصادياً سلبياً كبيراً، فيما تجاوز سعر الدولار حتى تاريخ نشر التقرير حاجز 112 آلاف تومان بعد أن كان لا يتجاوز حاجز الـ 90 ألف قبل القرار.
وقال عراقجي عقب اجتماع مجلس الأمن الدولي إن “الأزمة الحالية هي نتيجة الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة من الاتفاق النووي وتقاعس الدول الأوروبية الثلاث عن الوفاء بالتزاماتها”.
وطالب عراقجي رئيس مجلس الأمن الدولي بإعلان عدم شرعية تفعيل آلية “سناب باك”، كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى الامتناع عن أي تعاون في تنفيذها.
وحذر من أن مثل هذه الإجراءات تغلق باب الدبلوماسية وتهدد تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكداً أن “إيران لن تنحني أمام الضغوط”.
البرلمان الإيراني
شدد عدد من أعضاء مجلس الشورى الإسلامي على أن تفعيل آلية الزناد وعودة عقوبات مجلس الأمن لن يكون لها تأثير كبير، لكنها يجب أن تمثل “النقطة النهائية للثقة بأمريكا وأوروبا”.
ووصف إبراهيم رضائي، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي، تفعيل الآلية بأنه “متوقع”، وقال: “العقوبات الجديدة لا تضيف شيئاً يذكر إلى الضغوط الحالية. على من جلبوا الاتفاق النووي ألا يرعبوا الناس”.
وكتب النائب روح الله نجابت: “استغرق الأمر 10 سنوات حتى يرى السذج نتيجة ثقتهم بأمريكا. الآن لم يعد هناك خيار سوى أن نصبح أقوى”.
أما مالك شريعتي فأشار إلى الجهود الدبلوماسية الإيرانية قائلاً: “الزناد ضُغط بصوت عالٍ. هل هو أمر سيئ؟ نعم. لكن تمديده كان أسوأ”.
وفي السياق نفسه، اعتبر بعض النواب مثل محسن زنكنه أن ما حدث يمثل فرصة لـ”تحول اقتصادي” من خلال تعميق التعاون مع الصين وروسيا والهند وأمريكا اللاتينية.
بينما اتهمت فاطمة محمد بيكي، عضو لجنة الصحة، الغرب بـ”الكذب والإرهاب”، ودعت إلى الوقوف بصرامة في مواجهته.
ومن المقرر أن يناقش البرلمان الإيراني يوم الأحد 28 سبتمبر رسالة وقّعها 71 نائباً تطالب بـ”تغيير العقيدة الدفاعية لإيران” و”بناء سلاح نووي”.
ويرى مراقبون أن أي تغيير في العقيدة الدفاعية نحو بناء سلاح نووي سيؤدي، تحت أي مبرر، إلى تعميق الفجوة بين إيران والدول الغربية، ويفتح المجال أمام هجوم إسرائيلي على إيران.
وقال بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، في خطابه يوم الجمعة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن “الجمهورية الإسلامية تهدد استقرار المنطقة ووجود إسرائيل”، مضيفاً أن “إيران تطور برنامجاً لصنع سلاح نووي بهدف تدمير إسرائيل”.
الاقتصاد الإيراني
أشار حاكم ممكان، المتحدث باسم اللجنة الاقتصادية في البرلمان الإيراني، إلى أن تفعيل الآلية “لا يجلب عقوبات جديدة لإيران”، مؤكداً: “لا يجب أن نسمح بتشكيل جو نفسي سلبي في السوق”.
وأضاف أن إيران خلال الفترة الأولى من رئاسة دونالد ترامب لجأت إلى طرق للالتفاف على العقوبات، والآن “لم يحدث أي جديد”.
ومع ذلك، أوضح المتحدث أن محافظ البنك المركزي استُدعي إلى البرلمان لتقديم تقرير إلى اللجنة الاقتصادية حول أوضاع سوق الصرف والإجراءات الرقابية.
وفي الأثناء، أدى عودة العقوبات الدولية إلى ارتفاع سعر الدولار في إيران، حيث تجاوز صباح السبت 27 سبتمبر حاجز 110 آلاف تومان، مما يدل أن الدولار يواصل مساره التصاعدي لحظة بلحظة.