أبرزها الشذوذ الجنسي والعنف.. كيف تحمي طفلك من كوارث منصات التواصل الاجتماعي؟

شبكة مراسلين – وكالات
ربما تعجز في بعض الأوقات عن صد الكوارث التي تحل على أطفالك، من خلال الدخول على الانترنت، وخاصة منصات التواصل الاجتماعي، بسبب الترويج بشكل تقني ومباشر لكل أشكال المثلية الجنسية والشذوذ، سواء كان في الافكار أو الأخلاق، أو الفطرة، ولكن أيضا قد تتمكن من خلال بعض الإجراءات أن تحمي طفلك من هذه الانحرافات.
وكشف الدكتور فيفيك مورثي، الجرّاح العام في الولايات المتحدة، أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست آمنة، وفي بعض الحالات، قد تكون ضارة لأطفالنا من خلال تعريضهم للمحتوى الجنسي والعنيف والمبني على الكراهية، بالإضافة إلى المحتوى الذي يُعزز عدم الرضا عن شكل الجسم، أو يسمح بالتنمر. ما يترك مسؤولية الحفاظ على سلامة الأطفال على عاتق الأهل والأمهات، مع دعم ضئيل جدًا وأدوات قليلة لإدارة الوضع المعقد.
ووجد أنه من المربك بشكل خاص كون الخوارزميات تسمح بتعرّض الأطفال لمحتوى ضار من البداية وعدم وجود سيطرة على نوعية وكمية المحتوى الذي يشاهدونه.
وتوصلت دراسة وضعت عام 2022، أجراها مركز “بيو” للأبحاث إلى أن نسبة 95% من المراهقين الأمريكيين يمتلكون هواتف ذكية، ونحو نصف المراهقين (46%) يقولون إنهم يستخدمون الإنترنت “بشكل مستمر تقريبًا”، وهذا يؤدي إلى قضاء الكثير من الوقت واستهلاك الكثير من المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي مثل “يوتيوب” و”تيك توك” و”إنستغرام” و”سناب شات”.
ثلاث خطوات يمكن للوالدين اتخاذها
وأوضح مورثي أن الهدف معرفة كيف يمكننا جعل استخدام منصات التواصل الاجتماعي أكثر أمانًا وتمكين المزيد من الأطفال من الحصول على تجربة إيجابية ومفيدة.
ويوصي مورثي بأن يتخذ الآباء والأمهات ثلاث خطوات للبدء بمساعدة أطفالهم على تحقيق أقصى قدر من الفوائد وتقليل المخاطر، خصوصًا إذا كان لديهم تواجد بالفعل على منصات التواصل الاجتماعي، وهي:
1.إجراء المحادثة: ابدأ المحادثة مع طفلك حول منصات التواصل الاجتماعي حتى تتمكن من معرفة كيفية استخدامها وكيف يشعرون عند استخدامها. ويمكنك أيضًا مساعدتهم على فهم ما هو التفاعل أو التفاعل الآمن وغير الآمن على منصات التواصل الاجتماعي.
وقال مورثي: “نريد أن يعرف أطفالنا أنه في حال تعرضوا للمضايقة أو التنمر، خصوصًا من قبل الغرباء، عليهم طلب المساعدة”.
- إنشاء مناطق خالية من التكنولوجيا: بالنسبة لأطفالنا، لا سيّما في مرحلة المراهقة، فإن النوم أمر بالغ الأهمية بالنسبة لهم، كما أن النشاط البدني والتفاعل الشخصي أمران غاية في الضرورة. لذا، فإن إنشاء مناطق خالية من التكنولوجيا حول تلك الأنشطة، مثل قضاء ساعة قبل النوم وطوال الليل لا يسمح فيها للأطفال استخدام أجهزتهم الذكية، أو جعل وقت العشاء أو أوقات الوجبات مناطق خالية من التكنولوجيا، قد يساعد في وضع نوع من الحدود.
- التعاون مع أولياء الأمور الآخرين: يمكن أن يؤدي ذلك في الواقع إلى تسهيل إجراء بعض هذه التغييرات وكذلك تحرّي الخلل وإصلاحه عندما نواجه أوقاتًا عصيبة.
لدى مورثي نصيحة أخيرة للآباء والأمهات، تتمثّل بالتالي: “أريد فقط أن يعلموا جميعهم أن هذه مشكلة صعبة للغاية ويجب معالجتها”.
وتابع: “وإذا كنتم تواجهون صعوبات، إذا كنتم تمرون بأوقات صعبة، إذا شعرتم بأنكم اتخذتم القرار الخاطئ بالنسبة لأطفالكم، فرجاء عدم تعذيب أنفسكم بسبب ذلك، واعلموا أن العديد من الآباء والأمهات يواجهون وضعا مماثلا”.
وأضاف: “إنهم يتعاملون مع هذه التكنولوجيا الجديدة والمتطورة التي لا يفهمها الكثيرون بشكل كامل. لذا لا تقسوا على أنفسكم”.
وتعد توجيهات مورثي، التي تتجاوز تصريحات منظمات طبية أخرى، بمثابة نداء عاجل، للمجتمع – من باحثين ومشرّعين، وشركات تقنية كبرى، وآباء وأمهات – لكي يتوقفوا عن تجاهل المشكلة جماعياً ويبدأون بمعالجتها الآن.