قمةُ الدوحة.. هل ستنطقُ الوقائع؟

هناء محمد / طرابلس
طالَتْ الهجمات الإسرائيلية العاصمة القطرية الدوحة في ساعاتٍ بدت فيها الحادثة أشبهُ بوهمٍ لاحَ دونَ مقدماتٍ تمهدُ لتهديدٍ مباغتٍ تمَّ بترتيبٍ استخباراتيّ مُمنهَج، وعليهِ تقررَ اليوم الإثنين عقد اجتماعٍ عربيّ عاجل سيُطرحُ فيه هذا الملف -على الأرجح- ضمنَ قائمة أولوياتهِ إضافةً لأخرى يُنتظرُ أن تدُور حول الملف الأبرز والأهم، الملف الفلسطيني، وذلكَ وفقًا لما تبنيهِ التطلعات إزاء مخرجاتهِ المُنتظرة.
تعيشُ منطقة شرق الأوسط ظروفًا متقلبة على الصعيديّن الأمنيّ والاقتصاديّ، ولا يخفى على أحدٍ أنَّ هذه الظروف تقترنُ اقترانًا كبيرًا بما تخططُ له القيادات الإسرائيلية سرًا وعلنًا بناءًا على رؤيتها الكبرى للمنطقة التي تبدأُ من فلسطين، وأهمية الاستحواذ الكامل عليها خطوةٌ بخطوة؛ يمكنُ إدراك ذلكَ بيقينٍ لا يقبلُ الشك من وراء الهجمات التي هددت أمنَ دولٍ عربية كثيرة بدءًا من اليمن، مرورًا بسوريا ولبنان، وأخيرًا تونس ثمَّ الدوحة كإشارةٍ خطيرة على أنَّ حدود الدُول لم تعُد محمية ولعلها لم تكُن يومًا، وستُنتهَك في أي لحظة. هُنا يُطرح السؤال الأساسيّ: هل ستنطقُ القمة بالوقائعِ كما هي للتعبير عن أوضاع المنطقة؟ هل سيتمُ إتخاذ تدابير حقيقية تجاه ما يحدُث ستُجسَد في أفعالٍ تفوق الأقوال، هل ستُدان إسرائيل بشكلٍ عمليّ؟!.
تتوجه الأنظار نحو هذه القمة باهتمامٍ بالغ لكونِها تتزامنُ مع فترةٍ ذات حساسيةٍ عالية في المنطقة، فترةٌ بسطَ فيها العدوان الإسرائيليّ سطوتهُ متجاهلاً القوانين الدولية والإنسانية، ولن يتوقفَ عن التوغلِ ما لمْ يجِد أمامهُ رادعًا فعليًا يمنعهُ من ذلكَ. ويظلُ السؤال الذي يمتزجُ بالترقب والتوجس في آنٍ واحد، هل ستنطق القمة بما تأخرتْ عنه لزمنٍ طويل؟.