مقالات

من واشنطن إلى دمشق.. استنساخ تجربة المؤثرين

شبكة مراسلين
مقال بقلم: مصطفى حاج سلوم

لفتني كثيرا كيف استطاع دونالد ترامب أن يغير قواعد اللعبة في أميركا لما فتح أبواب البيت الأبيض أمام صناع المحتوى و المؤثرين الفكرة هناك كانت بسيطة الإعلام التقليدي ما عاد وحده القادر يوصل للناس والجمهور وخاصة الشباب صار يتابع الأخبار أكثر عبر فيديو قصير أو بودكاست من خلال هاتفه بدل النشرات والتقارير الثقيلة وفعلاً ترامب استفاد من هالتحول وقدم تجربة رائدة بوقتها.
الآن لما بشوف المشهد السوري بلاحظ بوضوح محاولة استنساخ هالتجربة الحكومة بدأت تراهن على صناع المحتوى وتضخم حضورهم كواجهة جديدة وكأنهم البديل عن الإعلام التقليدي على مستوى الفكرة في جوانب إيجابية ما بقدر أنكرها
في سرعة بالوصول للناس والمحتوى القصير صار يوصل لعشرات آلاف المشاهدات بوقت قليل.
في لغة أقرب للناس بعيدة عن الرسمية الثقيلة وهذا شيء بيساعد بجذب الفئة الشابة
وفي جانب من التجديد بيعطي انطباع إنو الإعلام عم يواكب العصر.

لكن بنفس الوقت في سلبيات واضحة بخطوة الاستنساخ السورية:
تم تهميش إعلاميين وأصحاب تجربة طويلة قضوا عقد كامل وهم عم ينقلوا الواقع ويدفعوا أثمان مهنية وشخصية اليوم كأنهم صاروا خارج المعادلة.

المؤثر غالبا بيشتغل على “الترند” بعيد تماما عن العمق فبنخسر القيمة التحليلية والتوثيقية اللي الإعلامي المحترف بيقدمها
الخوف إنو التجربة تتحول لأداة تجميل للواقع بدل ما تكون مساحة حقيقية لنقاش وتعدد آراء وهون الفارق الجوهري بين التجربة الأميركية وبين تطبيقها عنا.

بصراحة اللي عم يصير هو استعارة أدوات بدون روح التجربة الأصلية ترامب ما لغى الإعلام التقليدي بل أضاف له صوت جديد عبر المؤثرين. أما عنا فالمشهد أقرب لاستبدال أو إزاحة وكأننا بنقول “ خلينا نجرب الوجوه الجديدة من دون ما نحط المعيار المهني اساس بالاختيار ”
برأيي نجاح التجربة بسوريا مرهون بقدرتنا نخلق توازن نخلي المؤثرين يوصلوا الرسالة بسرعة ونترك المجال للإعلاميين أصحاب الخبرة يعطوا العمق والرصانة عندها ممكن نحكي عن استثمار حقيقي بالإعلام الجديد مانكون في إطار ترند و هفوة تجربة أو تقليد أعمى

خاص - مراسلين

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews