كمائن الموت في خان يونس: مقتل 7 جنود اسرائيليين من وحدة الهندسة القتالية وإعلام تل ابيب يصفها بالكارثة

شبكة مراسلين
إعداد: أبوبكر إبراهيم أوغلو
وصفت الصحف الاسرائيلية ماشهدته مدينة خان يونس مساء أمس الثلاثاء بأنه الكارثة في واحدة من أكثر العمليات دموية منذ بداية الحرب في قطاع غزة، حيث قُتل سبعة جنود إسرائيليين من وحدة الهندسة القتالية وأصيب آخر بجراح خطيرة، وذلك في حادثين منفصلين وقعا في غضون ساعة واحدة، ضمن العمليات المستمرة لقوات الجيش الإسرائيلي في المنطقة ضمن إطار عملية “عربات جدعون”.
ووفق البيان الصادر عن الجيش الإسرائيلي، فإن القتلى هم:
- الملازم أول متان شاي يشينوبسكي (21 عامًا) من كفار يونا
- الرقيب أول رونئيل بن موشيه (20 عامًا) من رحوفوت
- الرقيب أول نيف راديع (20 عامًا) من إليخين
- العريف رونين شابيرو (19 عامًا) من مزكيرت باتيا
- العريف شاحار منواب (21 عامًا) من أشكلون
- العريف معيان باروخ بيرلشتاين (20 عامًا) من مشخار
- بالإضافة إلى جندي سابع، تم إبلاغ عائلته، لكن اسمه لم يُنشر حتى الآن.
تفاصيل الحادثتين: حرب الأنفاق والكمائن
تخوض الفرقة 36 التابعة للجيش الإسرائيلي عمليات تمشيط ومناورة منذ أسابيع في خان يونس، ضمن جهدها العسكري في قلب المدينة. وتشير التقارير إلى أن المناورات الحالية تُعد الثانية منذ 7 أكتوبر 2023، حيث تعمل كتائب من لواء 188 في مناطق وسط خان يونس، متقدمة نحو ما يُعرف بـ”محاور المعسكرات المركزية”.
الجيش الإسرائيلي يقر بأن كتائب حماس في خان يونس تواصل خوض قتال مباشر ضد قواته، عبر كمائن وعمليات قنص وزرع عبوات ناسفة، في نمط واضح من حرب العصابات، وهو ما أدى إلى ارتفاع أعداد القتلى والمصابين في صفوف الجيش خلال الأسابيع الأخيرة، إذ قُتل 20 جنديًا منذ بداية الشهر الجاري وأصيب العشرات.
الحادث الأول – استهداف جرافة هندسية:
في حوالي الساعة 16:30 مساء، كانت جرافة عسكرية تقوم بأعمال تجريف لصالح القوة المناورة التابعة لكتيبة “غولاني 51″، عندما خرج مسلح فلسطيني – يُعتقد أنه خرج من نفق – وأطلق صاروخًا مضادًا للدروع من نوع RPG. أدى الهجوم إلى إصابة جنديين كانا داخل الجرافة، نُقلا بمروحية تابعة لسلاح الجو إلى مستشفى في وسط إسرائيل بعد تقديم الإسعافات الأولية الميدانية لهما.
الحادث الثاني – تفجير عربة “بومة”:
بعد أقل من ساعة، وفي منطقة مجاورة بمركز خان يونس، كانت قوة أخرى من كتيبة الهندسة القتالية 605 تتحرك بواسطة مركبة هندسية قديمة من نوع “بومة”. خلال العملية، اقترب أحد المسلحين من المركبة وألصق عبوة لاصقة تُعرف باسم “מטען עלוקה” (عبوة علّاقة) بجدار المركبة.
هذه العبوة – التي أصبح استخدامها شائعًا مؤخرًا من قِبل حماس ضد المركبات المدرعة – انفجرت وأشعلت المركبة بالكامل. حاولت قوة دعم إطفاء الحريق باستخدام طفايات، إلا أن النيران التهمت العربة سريعًا. حتى جرافة وصلت لاحقًا وقامت بمحاولات لرش الرمال لإخماد النيران لم تُفلح.
تم سحب المركبة المشتعلة لمسافة طويلة نحو داخل إسرائيل عبر محور “تنجر”، وبقيت الجرافة تحاول تغطيتها بالرمال. وبعد نحو ساعتين من الجهود، تمكنت القوات من إخماد الحريق داخل حدود إسرائيل، وانتشال جثامين الجنود السبعة، لكن دون أن ينجو أحد.
تحليل عسكري: معضلة الجيش في غزة
الحادث يسلّط الضوء مجددًا على المأزق العسكري الذي يواجهه الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. فرغم مرور أكثر من ثمانية أشهر على بداية الحرب، لا تزال قوات الجيش غير قادرة على حسم المواجهة عسكريًا أمام كتائب حماس، التي باتت تلجأ بشكل أكبر إلى تكتيكات حرب العصابات، مستغلة الأنفاق الأرضية والبنية التحتية المدمرة لتوجيه ضربات دقيقة وموجعة للقوات المتقدمة.
الجيش الإسرائيلي، الذي يتقدم ببطء في أحياء مدمرة ويواجه مقاومة عنيفة، يجد نفسه أمام خصم يجيد استخدام البيئة الحضرية والأنفاق وشبكات القناصة والعبوات الناسفة بشكل يُصعّب فرض السيطرة، ويُكبّد الجيش خسائر متزايدة رغم التفوق التكنولوجي والجوي.