أخبارتقارير و تحقيقات

انضمام الولايات المتحدة إلى الحرب ضد إيران: السيناريوهات المحتملة وتداعياتها الإقليمية والدولية

إعداد: وحدة الشؤون الإيرانية – مركز زاد للدراسات الإستراتيجية
بتصريحات خاصة للباحث في الشأن الإسرائيلي أبوبكر إبراهيم أوغلو

بعد عقود من التوترات المتصاعدة والتهديدات المتبادلة، دخلت الحرب بين إسرائيل وإيران مرحلة جديدة وخطيرة، مع انضمام الولايات المتحدة رسميًا إلى المواجهة من خلال قصف جوي دقيق استهدف منشآت نووية إيرانية في نطنز، فوردو، وأصفهان. هذه التطورات غير المسبوقة تنذر بتصعيد إقليمي واسع النطاق، مع تداعيات قد تطال أمن الطاقة العالمي والاستقرار في الشرق الأوسط.

سيناريوهات الرد الإيراني المحتملة

1. إغلاق مضيق هرمز

يُعد مضيق هرمز نقطة choke-point رئيسية يمر عبرها حوالي 20% من النفط المتداول عالميًا. أي تحرك إيراني لتعطيل الملاحة عبره – عبر الزوارق السريعة أو الألغام البحرية أو إطلاق الصواريخ – سيؤدي إلى ارتفاع جنوني في أسعار النفط وضغوط اقتصادية عالمية. القوات الأميركية في البحرين تعهدت بحماية حرية الملاحة، لكن حتى مناوشة محدودة في المضيق قد تكفي لإحداث ارتباك عالمي.

2. ضرب القواعد الأميركية في الخليج

القواعد الأميركية المنتشرة في الكويت، البحرين، قطر، والإمارات، تقع جميعها ضمن مدى الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية. ومع أن هذه القواعد مزودة بأنظمة دفاعية متقدمة، فإن زمن الإنذار القصير والهجمات المركبة يجعلها أهدافًا محتملة. ومن المرجح أن يكون الرد الإيراني مباشرًا في حال استمرار التصعيد الأميركي.

3. تفعيل “محور المقاومة”

رغم تلقيه ضربات كبيرة منذ أكتوبر 2023، لا يزال لإيران حلفاء نشطون مثل الحوثيين في اليمن، ومليشيات مدعومة في العراق. هذه الجماعات قد تُستخدم في شن هجمات على القوات الأميركية أو مصالحها في المنطقة. الحوثيون أعلنوا استعدادهم لاستئناف عملياتهم في البحر الأحمر حال دخول واشنطن الحرب رسميًا.

4. رد نووي غير مباشر

الهجمات على منشآت إيران النووية لن تُنهي مشروعها، بل قد تدفعها إلى الانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT)، كما فعلت كوريا الشمالية عام 2003. وقد حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من فقدان السيطرة على كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب. في حال قررت طهران رفع نسبة التخصيب إلى 90%، فإنها تكون قد دخلت فعليًا حافة التسلح النووي.

5. شن عمليات في الخارج

سبق لإيران أن خططت ونفذت هجمات في دول بعيدة، كما حدث في تفجير المركز اليهودي في الأرجنتين في تسعينيات القرن الماضي. هذا المسار يبقى مفتوحًا كرسالة ردع غير تقليدية.


تصريحات خاصة: أبوبكر إبراهيم أوغلو

في مقابلة خاصة مع شبكة مراسلين، قدّم الكاتب والباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي والعلاقات الدولية أبوبكر إبراهيم أوغلو رؤية تحليلية متعمقة حول المسارات المحتملة:

🗣 “الولايات المتحدة تدرك أن دخولها المباشر في الحرب لن يكون بلا تكلفة، لكن الرسالة كانت واضحة: لا خطوط حمراء أمام استهداف البرنامج النووي الإيراني إذا تجاوز طهران سقف التهديد المقبول.”

🗣 وأوضح: “إسرائيل تنظر إلى هذه الحرب باعتبارها مسألة وجودية، بينما تتعامل واشنطن معها من منظور إستراتيجي قابل للتراجع، تديره الحسابات الانتخابية والضغوط الاقتصادية.”

🗣 وأضاف: “ما يقلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية اليوم ليس الرد الإيراني فقط، بل اتساع رقعة الحرب على جبهات متعددة قد تشمل اليمن، العراق، لبنان وحتى البحر الأحمر.”

🗣 وفي ما يتعلق بالحرب الإعلامية، قال: “غياب النقد الموضوعي في الإعلام الإسرائيلي الداخلي عمّا يحدث هو مؤشر مقلق، إذ بات الخطاب السياسي والإعلامي مفرطًا في تبرير كل إجراء دون النظر إلى الانعكاسات الجيوسياسية بعيدة المدى.”

🗣 وختم قائلًا: “إذا أقدمت إيران على تسريع برنامجها النووي والانسحاب من معاهدة عدم الانتشار، فإن العالم سيدخل في سباق مع الزمن لتفادي امتلاك طهران للسلاح النووي، ما يعيد رسم خريطة الردع الإقليمي بالكامل.”


خلاصة التقرير

تصعيد الحرب بين إسرائيل وإيران، مع دخول واشنطن على الخط، يهدد بإشعال المنطقة برمتها. الخيارات أمام طهران متعددة، لكنها محفوفة بالمخاطر. أما المجتمع الدولي، فقد يجد نفسه مضطرًا للتحرك السريع عبر وساطات دولية قبل أن تتحول الحرب المحدودة إلى مواجهة إقليمية شاملة تهدد الأمن العالمي وأمن الطاقة.

bakr khallaf

صحفي، مترجم وباحث في الإعلام والعلاقات الدولية، محاضر بجامعة إسطنبول التركية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews