ولاية ألمانية تعتمد يومي عطلة للمسلمين في عيد الفطر والأضحى

سعيد محمد – مراسلين
في سابقة على مستوى الولايات الألمانية، أعلنت ولاية شليزفيغ-هولشتاين شمال البلاد عن اتفاق رسمي مع اتحاد المراكز الإسلامية الشمالية الألمانية (VIKZ)، يقضي بمنح المسلمين الحق في الإعفاء من الدوام المدرسي والوظيفي في اليوم الأول من عيد الفطر واليوم الأول من عيد الأضحى
ينص الاتفاق على أن هذه الإجازة لا تُصنّف كعطلة عامة لجميع السكان، لكنها تمنح المسلمين حقًا قانونيًا مضمونًا، ما يتيح لهم الاحتفال بأعيادهم الدينية دون الحاجة إلى تقديم طلبات استثنائية أو استقطاع أيام من رصيد إجازاتهم.
وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية في الولاية، في مؤتمر صحفي:
“هذه الخطوة تعكس اعترافنا بالتنوع الديني والثقافي في مجتمعنا، وتمنح المسلمين شعورًا بالانتماء الكامل دون تمييز.”
ويُقدَّر عدد المسلمين في ألمانيا بنحو 5.5 مليون شخص، أي ما يقارب 6.6% من مجموع السكان، بحسب بيانات مؤتمر الإسلام الألماني لعام 2023.
ويمثل المسلمون واحدة من أكبر الأقليات الدينية في البلاد، مع أصول تعود في الغالب إلى تركيا وسوريا وأفغانستان ودول البلقان.
وقد رحب ممثلون عن الجالية الإسلامية بالاتفاق، معتبرين أنه يفتح بابًا جديدًا نحو تعزيز الاندماج.
وقال محمد أوزتورك، رئيس اتحاد المراكز الإسلامية الشمالية كنا نطالب بخطوات عملية تعكس احترام الدولة لمناسباتنا الدينية. هذه ليست مجرد عطلة، بل رسالة إيجابية بأننا جزء أصيل من المجتمع.
الخطوة أثارت في المقابل انتقادات من بعض الأحزاب والتيارات المحافظة، التي اعتبرت أن إدراج إجازات خاصة لفئة دينية قد يثير مطالب مماثلة من أديان أخرى.
وقالت نائبة برلمانية من حزب معارض: “يجب أن نكون حذرين في التعامل مع نظام العطلات، لأنه يمسّ جميع المواطنين. نحتاج إلى نقاش مجتمعي أوسع قبل تبني مثل هذه القرارات.”
يرى خبراء أن الاتفاق في شليزفيغ-هولشتاين قد يكون مقدمة لمناقشات مشابهة في ولايات أخرى، خاصة تلك التي تضم كثافة سكانية مسلمة أكبر، مثل شمال الراين-وستفاليا أو برلين.
ويعتبر مراقبون أن هذه الخطوة تعكس تحولًا تدريجيًا في السياسة الألمانية نحو الاعتراف العملي بالتعددية الدينية، بعيدًا عن الشعارات النظرية.