عربي و دولي

ثلث المراهقين في سيدني اعترفوا بالتحرش بامرأة خلال شهر واحد في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة

نوربك ـ مراسلين

تُظهر تقديرات دولية أن امرأة من بين كل ثلاث نساء حول العالم تعرّضت في مرحلة ما من حياتها لعنف جسدي أو جنسي من شريك حميم، أو لعنف جنسي من غير الشريك. أما في أستراليا، فتتعرض امرأة واحدة من كل أربع نساء لأحد أشكال العنف، إضافة إلى مقتل امرأة كل تسعة أيام على يد شريك حالي أو سابق.

ويوافق 25 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، الذي تُركز حملته لهذا العام على العنف الرقمي، بعدما باتت المنصات الإلكترونية ساحة متنامية للتهديدات والإساءات التي تستهدف النساء، خصوصًا من لديهن حضور سياسي أو إعلامي أو مدني.

ويُعد العنف ضد النساء والفتيات واحدًا من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارًا حول العالم. ففي أستراليا يُعرف هذا اليوم باسم White Ribbon Day، حيث يُشجَّع الرجال والفتيان على ارتداء الشريط الأبيض تعهّدًا بعدم ارتكاب أو قبول أو الصمت عن العنف ضد المرأة.

لكن نتائج تقرير حديث كشفت عن اتجاهات مقلقة لدى شريحة من الشباب الأسترالي.

فقد أظهرت دراسة جديدة هي الأولى من نوعها في البلاد، أن أكثر من ربع المراهقين في نيو ساوث ويلز ممن شاركوا في الاستطلاع يعتقدون أن “على الرجل استخدام العنف لنيل الاحترام عند الحاجة”، بينما اعترف ثلثهم تقريبًا بالتحرش بامرأة خلال الشهر الماضي.

الدراسة التي حملت عنوان The Adolescent Man Box شملت 1400 مراهق تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عامًا، وأجرتها منظمة Jesuit Social Services بتمويل من حكومة نيو ساوث ويلز، بهدف فهم الدوافع التي تؤدي إلى عنف الرجال ضد النساء.

وقال مات تايلور، المدير التنفيذي لبرامج الرجال في المنظمة:
“العنف مشكلة يواجهها الضحايا، لكنها ليست مسؤوليتهم. لن ننجح في الحد من عنف الرجال ما لم نفهم بعمق أسباب لجوء البعض منهم للعنف، ويجب أن يبدأ ذلك مع الأولاد في سن مبكرة.”

كما وصف الناشط الاجتماعي في سيدني بشار حنا، الذي يعمل مع المراهقين وأسرهم، النتائج بأنها “مقلقة”:
“رغم عملي مع مختلف فئات المجتمع، صدمتني هذه الأرقام. ظهور مثل هذه النسب يبعث على القلق فعلاً.”

وعن أسباب انتشار هذه المفاهيم بين بعض المراهقين، قال حنا:
“البيئة تلعب الدور الأكبر، فالإنسان يتبنّى أسلوب تعامله مع الآخرين مما يراه حوله.”
وقد دفعت نتائج الدراسة حكومة رئيس الولاية كريس مينز إلى تخصيص 3.5 مليون دولار من بين 38 مليونًا أُعلنت العام الماضي لمكافحة العنف الأسري، وذلك لتمويل حملات توعية موجهة خصيصًا للرجال والفتيان، تشمل قضايا العلاقات والعزلة وتأثير المحتوى الإباحي.

ورحّب الناشط الاجتماعي بشار حنا بهذه الخطوة، مؤكّدًا:
“الشباب والمراهقون هم أساس المجتمع، تمامًا كالبناء الذي يحتاج إلى قاعدة قوية ليصمد. يجب تصميم برامج تراعي خصوصية كل جالية، وإدراجها في المدارس لضمان وصولها إلى أكبر عدد من المراهقين.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews