عنوان أثار غضب السعودية فأعطت تعليمات بحجب الموقع.. هل تسبب خاشقجي في تأديب “القاهرة 24″؟

شهور عديدة ومازالت وسائل الإعلام المحلية في مصر، و المسئولين عن موقع “القاهرة 24 ” بل و”نقابة الصحفيين”، عاجزون عن كشف السبب الرئيس لحجب موقع القاهرة 24 الذي كان يتم تمويله من قبل رجال أعمال بتعليمات من المخابرات الحربية في مصر، نظرا لعلاقة مؤسس الموقع ورئيس تحريره محمود المملوك ببعض دوائر الأمن في مصر.
لكن ومع أول خطأ بسيط من إدارة تحرير “القاهرة 24” في صياغة العنوان الذي أثار غضب النظام السعودي، فكان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، و حجبت الموقع منذ ثلاثة أشهر، وحتى الآن لا تبدو أي بوادر لعودته.
بداية القصة
بدأت القصة حين انسدت آفاق الإبداع في عقل مسئول الديسك المركزي بموقع القاهرة 24، وقام بصياغة عنوان خبر بقسم الحوادث عن ذبح زوج لزوجته وتقطيع جسدها، وهي النوعية التي أصبحت من الأخبار المعتادة في مصر نظرا لضيق الظروف الاقتصادية، وارتفاع الأسعار، لكن مسئول الديسك الذي قام بصياغة الخبر سول له شيطانه أن يضع عنوانه مقتبسا من حادثة قتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، الذي لقى حتفه على يد مجموعة من ضباط المخابرات السعودية بأوامر من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، وذلك بعد دخوله إلى السفارة السعودية في تركيا لتخليص بعض الأوراق الخاصة به.
وكتب مسئول الديسك في القاهرة24 عنوانه المقتبس : ” على طريقة خاشقجي زوج يذبح زوجته”، وماهي هي إلا دقائق وقد انقلبت الأوضاع في السعودية رأسا على عقب، لتصدر المملكة تعليماتها فورا للإدارة المصرية المسئولة عن الإعلام، بحجب الموقع، الذي كان يلقى قدرا كبيرا من التدليل في مصر، ومنذ هذا الوقت ومازال الموقع لا يظهر على محركات البحث .
فيما لم تعلن إدارة الموقع حتى الآن عن الحجب، ولم يصدر قرارٌ من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بهذا الشأن.
وطيلة الشهور الماضية، واجه زوار القاهرة 24 والعاملون فيه صعوبة في فتح رابط الصفحة الرئيسية أو روابط الأخبار المنشورة على حسابات السوشيال ميديا الخاصة به، في حين ظل الوصول إلى تلك الراوبط متاحًا وبصورة طبيعية عبر المواقع التي تُمكّن المستخدمين من تخطي الحجب، سواء تلك التي تُقَدّم خدمات VPN والبروكسي proxy وتور Tor أو غيرها.
وأكد اختبار موقع BLOCED المتخصص في فحص حجب المواقع أن القاهرة 24 محجوب من خلال مزودي خدمة الإنترنت، بينما رجحت نتائج اختبار تطبيق OONI Probe، المختص بالأمر نفسه، أن يكون الحجب تم بأسلوب التلاعب بنظام أسماء النطاقات DNS، وهو أسلوب شائع يستخدم لمنع الوصول إلى مواقع معينة عبر تغيير مسارات الاتصال الخاصة بها.
ووفقًا للتصريحات التي أدلى بها بعض مسئولي الاتصالات، أظهرت النتائج أن المستخدمين على شبكة “تي إي” التابعة للشركة المصرية للاتصالات يواجهون صعوبة في الوصول إلى القاهرة 24، كما أن الموقع محجوب بالفعل على شبكات فودافون 4g، وأورانج 4g، ووي DSL، موضحًا أن الحجب عبر شركتي أورانج ووي جرى عبر حجب نطاق الموقع على الإنترنت أو ما يعرف بالـIP الخاص بسيرفره.
وأضاف، أن حجب الموقع على شبكة فودافون تم عن طريق منع الوصول إليه من خلال خدمة DNS المسؤولة عن مساعدة الأجهزة في العثور على المواقع على الإنترنت، متابعا “هذا النوع من الحجب يتم اللجوء إليه من أجل منع الجمهور من دخول مواقع معينة دون إغلاق الموقع نفسه، فيظهر كأنه لا يعمل للزوار في مصر، رغم إنه يعمل في أماكن أخرى.
وهذه المرة الثانية التي يحجب فيها موقع القاهرة 24، إذ كانت المرة الأولى في يناير 2018 بعدما نشر الموقع خبرًا بالصور عن الاعتداء على المستشار هشام جنينة، وكان الاعتداء قد وقع في نفس اليوم عندما هاجم مجهولون بالأسلحة البيضاء جنينة وهو في طريقه إلى حضور جلسة المحاكمة الخاصة به للطعن على إعفائه من منصبه، وفقًا للخبر، الذي استند على تقرير للمفوضية المصرية للحقوق والحريات.
لا أحد يجرؤ على الرد
لا أحد يجرؤ حتى الآن على كشف أسباب حجب موقع القاهرة 24 ، حتى أن نقيب الصحفيين، خالد البلشي، قال في تصريحات صحفية إنه تم إبلاغه من قبل رئيس تحرير الموقع، محمود المملوك، بواقعة الحجب، وأنه جاري الاستفسار عن أسباب القرار وهوية مصدره، مشيرًا إلى أن النقابة لم تُصدر بيانًا للتضامن مع الموقع استجابةً لطلب المسؤولين عنه باللجوء إلى الحلول الودية، دون توضيحها.
فضلا عن البلشي شدد على أنه هو والمملوك لا يعرفان السبب.
وحاولت وسائل إعلام مصرية التواصل مع رئيس تحرير موقع القاهرة 24 محمود المملوك للاستفسار عن أسباب الحجب وهوية الجهة التي يتفاوض معها من أجل رفعه، وإعادة إتاحة الموقع للجمهور، لكن لم نتلقَ ردًا.