أخبارسياسة

منبر الأمم المتحدة: سوريا بين التزامات الداخل واستحقاقات الخارج

حصري- رنيم محمد ظريف – خاص مراسلين

في تصريح خاص لشبكة مراسلين أكد المستشار الأول للرئيس السوري كرم خليل أن الخطاب المرتقب للرئيس أحمد الشرع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة سيكون بمثابة نقطة انعطاف تاريخية في المسار السياسي السوري، مشيرًا إلى أن دوائر القرار في واشنطن والعواصم المؤثرة تتابع هذا الاستحقاق بجدية بالغة، وتعتبر مضمونه مؤشرًا استراتيجياً لتحديد طبيعة العلاقة المقبلة مع دمشق.

وأوضح المستشار خليل أن الخطاب لن يُقارب من زاوية بروتوكولية أو استعراضية، بل سيُشكّل وثيقة سياسية مرجعية، ترسم معالم المرحلة الجديدة داخليًا وخارجيًا. وسيستند إلى مرتكزات رئيسة أولها إعلان صريح وحاسم لرفض الإرهاب بجميع أشكاله، محليًا كان أو عابرًا للحدود، مقرونًا بالتزام عملي بمحاربته دون انتقائية أو ازدواجية.

وأضاف أن الرئيس الشرع سيؤكد في خطابه على ضرورة استلهام الدروس من التجارب الدولية بعد أحداث الحادي عشر من أيلول، بما يكرّس أن الإرهاب خطر يهدد الإنسانية جمعاء، وأن سوريا عازمة على أن تكون جزءًا من الجبهة الدولية لمكافحته وفي الشأن الداخلي.

وشدد خليل على أن المجتمع الدولي يتوقع رؤية سياسية جديدة من دمشق تُكرّس مبدأ الانفتاح على جميع مكوّنات الشعب السوري، عبر عملية شاملة تؤدي إلى صياغة حالة تمثيلية جامعة، بعيدًا عن أي إقصاء أو إعادة إنتاج لآليات حكم سابقة أثبتت محدوديتها.

وأكد أن القرار الأممي 2254 سيبقى المرجعية الدولية للحل السياسي، وهو ما يستدعي خطوات تنفيذية ملموسة تعزز الثقة بمسار الاستقرار. و أما على الصعيد الإقليمي، فأوضح المستشار أن الخطاب سيتطرّق إلى الملفات الأكثر حساسية، من العلاقة مع إسرائيل وما تحمله من معادلات توازن، إلى الموقف من إيران وانعكاساته على المشهد الإقليمي، مرورًا بتجديد الموقف الثابت تجاه القضية الفلسطينية بما يعيد لسوريا مكانتها التقليدية كطرف مركزي في دعم الحقوق الفلسطينية.

وأكد خليل أن الرئيس الشرع سيبتعد عن أي خطاب رمزي أو استعارات ثقافية قد تولّد التباسًا، مكتفيًا برسائل واضحة وشفافة، تترجم جدية دمشق في الانفتاح السياسي والشراكة الإقليمية والدولية كما لفت إلى أن الخطاب سيحدد بوضوح ما تحتاجه سوريا من المجتمع الدولي في المدى القريب، سواء على الصعيد الاقتصادي أو الإنساني، مقابل ما ستقدمه دمشق من التزامات في مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات وخاصة الكبتاغون، إضافة إلى مواجهة الفكر المتطرف الذي يهدد السلم الأهلي.

وأشار خليل إلى أن ملف معتقلي داعش في مخيم الهول وغيره سيكون حاضرًا بقوة في الخطاب، بوصفه قضية محورية ترتبط بمستقبل العلاقة مع “قسد” والتعاطي مع التحديات الأمنية والاجتماعية في مناطق مثل السويداء وختم المستشار الأول كرم خليل تصريحه بالقول: “إن خطاب الرئيس أحمد الشرع، بصياغته المأمولة، سيحمل رسالة مزدوجة: طمأنة والتزام تجاه المجتمع الدولي، ورؤية استراتيجية نحو استقرار داخلي وانفتاح إقليمي. إنه خطاب لن يرسم فقط ما تعد به سوريا، بل سيحدد أيضًا ما يمكن أن يقدمه العالم لسوريا في المقابل.

خاص - مراسلين

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews