أخبارسياسة

اتصال نتنياهو بترامب: قراءة في استراتيجية الإدارة الأمريكية تجاه التصعيد الإسرائيلي-الإيراني

شبكة مراسلين
كتب :عماد بالشيخ


في ظل التصعيد العسكري الأخير بين إسرائيل وإيران، كشف الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد، المراسل المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والكاتب في جريدة أكسيوس، عن اتصال سري بين نتنياهو والإدارة الأمريكية، بهدف حشد دعم الرئيس الحالي دونالد ترامب لمواجهة الهجمات الإيرانية. لكن رد ترامب المفاجئ، الذي جمع بين التهديد والحديث عن التسوية، أظهر تناقضًا في الموقف الأمريكي، مما أثار تساؤلات حول مدى استعداد واشنطن لخوض صراع مفتوح دفاعًا عن إسرائيل.

1. باراك رافيد: صوت الداخل الإسرائيلي في الإعلام الدولي

يُعد رافيد أحد أبرز الصحفيين الإسرائيليين المتخصصين في الشؤون الأمنية والسياسية، واشتهر بعلاقته الوثيقة بدوائر صنع القرار في تل أبيب، لا سيما مكتب رئيس الوزراء. تقاريره، التي تعتمد على مصادر داخلية عالية المستوى، جعلته مصدرًا رئيسيًا لفهم التحركات الإسرائيلية الخلفية. في هذا السياق، كشف رافيد أن نتنياهو اتصل بالبيت الأبيض معربًا عن عجز إسرائيل عن مواجهة الصواريخ الإيرانية بمفردها، وطالب بدعم أمريكي عاجل.

2. نص الاتصال، ورد ترامب: تحليل الخطاب السياسي

كشف رافيد أن رسالة نتنياهو حملت طلبًا صريحًا للمساعدة، لكن رد ترامب على منصة “تروث سوشيال” جاء غامضًا ومتناقضًا:

  • الإنكار الأمريكي للضربة: “ليس للولايات المتحدة أي علاقة بالهجوم على إيران الليلة”، وهو ما يشير إلى عدم رغبة واشنطن في التورط عسكريًا.
  • التهديد المشروط: “إذا تعرضنا لهجوم، فسنرد بقوة غير مسبوقة”، في إشارة إلى سياسة الردع الأمريكية التقليدية.
  • المفاجأة الدبلوماسية: “يمكننا التوصل لاتفاق بين إيران وإسرائيل”، وهو طرح غريب في ذروة التصعيد.

هذا المزج بين التهديد والدعوة للتفاوض يعكس تكتيك ترامب المرن، الذي يجمع بين الخطاب الصلب والمناورة السياسية، كما فعل سابقًا في الوساطة بين الهند وباكستان. لكنه أيضًا يكشف عن فجوة بين إسرائيل وحليفها التاريخي، خاصة بعد أن أظهر ترامب ترددًا واضحًا في دعم ضربات إسرائيل ضد إيران.

3. تداعيات الرد الأمريكي على إسرائيل: بين العسكرة والعزلة

  • الصدمة الإسرائيلية: كشفت الهجمات الإيرانية عن هشاشة المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، حيث سجلت تل أبيب أسوأ ليلة منذ بداية المواجهات، مع سقوط 13 قتيلاً وإصابة العشرات، ناهيك عن الأضرار المادية والانهيار النفسي الجماعي.
  • فشل التعتيم الإعلامي: رغم محاولات إسرائيل التعتيم على حجم الخسائر، فإن التسريبات الرسمية أكدت فشل “القبة الحديدية” في اعتراض جميع الصواريخ، مما دفع آلاف الإسرائيليين إلى الملاجئ.

4. هل دخل التحالف الأمريكي – الإسرائيلي مرحلة الانزياح؟

التصعيد الأخير كشف عدة حقائق:

  • إسرائيل لم تعد قادرة على الاعتماد الكلي على نفسها في مواجهة التهديدات الإيرانية، وهو ما يدفعها إلى استجداء الحلفاء.
  • الموقف الأمريكي أصبح أكثر براغماتية، حيث يفضل ترامب الردع الناعم عبر التهديدات على خوض حرب مكلفة.
  • دور الصحافة الاستقصائية، كما يمارسه رافيد، أصبح محوريًا في كشف الخبايا السياسية والعسكرية.

السؤال الأكبر الآن: هل يمكن لإسرائيل أن تعوّل على واشنطن في حروبها المستقبلية، أم أن زمن التحالفات غير المشروطة قد ولى؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews