وحدة الشعوب في خطاب الرئيس أردوغان

شبكة مراسلين
مقال بقلم : إيهاب الكيالي – صحفي و خبير في الشأن التركي
في خطابه الأخير، قدّم الرئيس رجب طيب أردوغان رؤية متكاملة تعكس روح الوحدة والتضامن بين شعوب المنطقة،
مؤكداً أن مدناً مثل دمشق، ديار بكر، الموصل، كركوك، أنقرة، وإسطنبول ليست مجرد أماكن جغرافية،
بل هي رموز مشتركة للهوية والتاريخ المشترك. وشدّد على أن انتصار تركيا هو انتصار مشترك لكل من الأتراك والأكراد والعرب،
بل ولكل فرد من مواطني الدولة الذين يبلغ عددهم 86 مليون نسمة.
أكد الرئيس أن حرب الاستقلال لم تكن فقط نضالًا قوميًا، بل كانت أيضًا تعبيرًا عن وحدة الشعوب المسلمة من مختلف الخلفيات.
وأشار إلى أن روح التحالف التي جمعت تلك الشعوب امتدت من البحر الأدرياتيكي إلى بحر الصين،
وفي هذا السياق استحضر رمزية الشعار الذي نُقش في القلوب: “لا إله إلا الله، محمد رسول الله”.
أردوغان أعاد التذكير بروح “ملاذكرد” التاريخية، التي جمعت العرب والأكراد والأتراك، وأشار إلى إعادة تشكيل تحالف “القدس”،
الذي يراه جوهرًا لحرب الاستقلال الحديثة. وألمح إلى أن المآسي الإنسانية، مثل المجازر الإرهابية في غزة،
هي نتيجة مباشرة لغياب هذا التحالف بين شعوب المنطقة.
وفي نبرة إنسانية، توجّه الرئيس إلى الأكراد قائلاً: “أخي الكردي، هل لديك مشكلة؟ سنجلس ونتحدث، بلا إرهاب ولا سلاح”،
مشيرًا إلى أن الحوار السلمي هو الطريق الأوحد لتحقيق البركة والسلام في البلاد.
وأكد على التزام تحالفه السياسي، المكوَّن من حزب العدالة والتنمية، وحزب الحركة القومية،
وحزب الديمقراطية ومساواة الشعوب، باتباع هذا المسار السلمي.
كما أشار إلى أن القضية الكردية، سواء في الداخل التركي أو في العراق وسوريا، تحظى باهتمام بالغ من الحكومة التركية،
ويجري نقاشها بشفافية مع الجهات المعنية، وسط أجواء إيجابية.
وفي ختام خطابه، شدّد أردوغان على أهمية تسهيل عملية السلام بما يتماشى مع حساسية المرحلة،
وضرورة متابعة تسليم السلاح بدقة. وأكّد أن بقاء الأتراك والأكراد والعرب مرهون بوحدتهم وتضامنهم،
داعيًا إلى تجاوز العقبات عبر التعاون والمضي قدمًا نحو مستقبل مشترك ومستقر.