خمسة تعليقات إسرائيلية على جولة ترامب الخليجية

شبكة مراسلين
مقال بقلم: ياسر الزعاترة – كاتب ومحلل سياسي فلسطيني
خمسة تعليقات إسرائيلية على جولة ترامب الخليجية، ولنا تعليق:
بن كسبيت (معاريف): “حتى وقت قريب، كان الجميع يعلمون أن الطريق إلى واشنطن يمرّ عبر القدس. وهكذا تمّ إقصاؤنا هذا الأسبوع من المأدبة الشرق أوسطية التي أثبتت أن الطريق إلى زعيم العالم الحرّ يمرّ من الآن فصاعدا عبر الرياض والدوحة وأبو ظبي وأنقرة”.
ناحوم برنياع (يديعوت): “في شرق أوسط يُدار على أساس المصالح التجارية، تصبح الأحقاد القديمة القديمة والنزاعات التاريخية أقل أهمية. ازدهار بدل الانتقام، أموال بدل الدماء”.
ألون بن دافيد (معاريف): “العلاقات بين رؤساء وزراء إسرائيل ورؤساء الولايات المتحدة شهدت أيضا مراحل تراجع على مدى السنين، لكن في الخمسين سنة الأخيرة، من الصعب أن نشير إلى فترة اتّخذت فيها أمريكا خطوات كبرى في الشرق الأوسط لم نكن حتى مطّلعين عليها. الآن يعيد ترامب رسم الشرق الأوسط بدوننا”.
عاموس هرئيل (هآرتس): “السياسة الإقليمية التي يقودها الرئيس ترامب تعكس خطّا تجاريا قويّا ومتغطرسا، لكنه لا يسعى إلى الحروب. يبدو أن ترامب أحبّ صورة صانع السلام التي تبنّاها في الفترة الأخيرة، في الشرق الأوسط وفي أماكن أخرى”.
إيتان أوراكبي (إسرائيل اليوم): “ورغم أنه قد يبدو من الصعب تحمّل ردّ فعل ترامب المتباهي على الأموال والتكريمات التي عرضها عليه مضيفوه، إلا أن هناك أملا في أن يستغلّ الظروف الجديدة التي نشأت في المنطقة بفضل النشاط الإسرائيلي ضد حزب الله وإيران. هنا يجري نسج محور جديد، مرتبط بشبكة من المصالح المشتركة مع الولايات المتحدة والدول المعتدلة، وهو ما يُضعف محور الشرّ والإرهاب الممتد بين إيران والصين. السؤال هو ما هي القيمة الأساسية لهذا التحالف الجديد، إلى جانب المال؟”.
التعليقات أعلاه ذات صلة بتنوّع الآراء في “الكيان”، وبالموقف من حكومة اليمين، لكن الحقيقة أن أحدا لا يمكنه الجزم بما هو قادم من تقلّبات ترامب، ولا بمواقف “الكيان” ذاته مع كائن موتور آخر(نتنياهو) يَعبد ذاته، كما أن المخاض الدولي والإقليمي ما يزال في ذروته، والآخرون ليسوا مستقبلين وحسب.
المصيبة هي أن يكون العرب على قدر من الرّشد، بحيث يستفيدوا من المخاض المذكور على نحو يصبّ في صالح الأمّة، وهو ما لا يبدو مع الأسف، بدليل موقف كثير منهم من مقاومة تلجم صهْينة المنطقة، فضلا عن تصفية القضية الفلسطينية.
هل سيكون المال قادرا بالفعل على لجم نفوذ صهاينة واشنطن، ومعه صهْينة ترامب؟ الإجابة بـ(لا) تبدو أقرب من (نعم)، وإن كانت هناك مسافة ما بين المنزلتين ستعتمد على قدرة المناورة لدى أصحابه.
في مراحل الانتقال التاريخية في موازين القوى، يظلّ الغموض هو سيّد الموقف، لكن القناعة بقدرة هذه الأمّة على تجاوز التحدّيات تظلّ راسخة، حتى لو خذلتها القرارات السياسية.