أخبارتقارير و تحقيقاتسلايدرعربي و دولي
أخر الأخبار

ما هو “سجن صيدنايا” أكثر السجون سرية ورعبا في العالم

سجن صيدنايا.. أحد أكثر السجون العسكرية تحصينا في عهد نظام حافظ الأسد ومن بعده نجله بشار الأسد في سوريا، وأطلق عليه لقب “السجن الأحمر” في إشارة لعمليات القتل والتعذيب الدموية التي يقول حقوقيون إنه شهدها.

الرعب في سجن صيدنايا

بحسب تقارير حقوقية وتحقيق موثق أجرته رابطة “معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا” فإن نظام الأسد كان ينفذ في نزلاء هذا السجن عمليات إعدام مباشر بشكل دوري مرتين في الأسبوع، وكان المعتقل ينقل من زنزانته في المساء ليعدم في نفس الليلة أو في اليوم التالي، وكانت عمليات الإعدام المباشر تتم شنقا في غرف مخصصة لذلك، هذا فضلا عن الإعدام بالتعذيب.

“مسلخ بشري”

أطلقت منظمة العفو الدولية على هذا السجن قبل سنوات وصف “المسلخ البشري”، والسجن الذي “تذبح فيه الدولة السورية شعبها بهدوء”.

وبحسب رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا وهي رابطة حقوقية مقرها تركيا فإن هذا المكان يعد من “الأكثر ” في العالم وارتبط اسمه ببث الرعب في نفوس السوريين ويعبر عن فقدانهم للأحباء والعائلة.

بُني هذا السجن عام 1987 فوق تلة صغيرة عند بداية سهل صيدنايا، وهي بلدة جبلية تبعد مسافة 30 كيلومترا شمال العاصمة دمشق، وتُقدر مساحة سجن صيدنايا بـ1.4 كيلو متر مربع، أي ما يعادل ثمانية أضعاف مساحة ملاعب كرة القدم الدولية في سوريا مجتمعة، وفق تقارير إعلامية.

في مشهد آخر وثق أحد المسلحين الصور الظاهرة في كاميرات المراقبة الموضوعة داخل الزنازين في السجن، قائلا: “السجناء في الداخل لا يعلمون ما يحدث”، في إشارة إلى أنه لم تصلهم أخبار سقوط النظام كتدليل على شدة انعزال هؤلاء السجناء عما يدور حولهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم ومنها الاستماع للراديو.

وخلال عمليات إطلاق سراح السجناء، ظهر المسلحون في مشهد وهم يكسرون أقفال الزنازين وقد بدأوا بعنابر السجينات، وكان لافتا أنه بعد فتح الزنازين ترددت السجينات في الخروج بسبب الخوف وعدم فهمهن لما يحدث.

بدأ المسلحون في طمأنة السجينات بالقول لهن “لا تخافوا نحن ثوار، وأنتن الآن أحرار”، فبدأت السجينات في الخروج بأقدام مترددة وبدأن يسألن عن هوياتهن وأماناتهن التي تركنها لدى إدارة السجن، فما كان من المسلحين إلا أن قالوا لهن: “اذهبن وخذن الأمانات، ولكن لن تحتاجوا إلى هويات ولن يعترضكم أحد في الشوارع “.

سألت إحدى السجينات من يطلق سراحها “إلى أين نذهب؟”، فرد عليها “اذهبن إلى حيث تشاؤون”، وطلب منهم التكبير أي ترديد قول “الله أكبر” كنوع من الاحتفال بالحرية والانتصار.

أقبية وقبور

تبحث فرق الدفاع المدني السوري المعروفة باسم (الخوذ البيضاء) عن وجود أبواب سرية في سجن صيدنايا سيء السمعة والذي يقع في ريف دمشق وشهد عمليات تعذيب بشعة نفذت بحق معارضين لنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.

وأعلن الدفاع المدني أن 5 فرق مختصة تبحث عن احتمال وجود أبواب أو أقبية سرية في سجن صيدنايا الذي شهد أبشع أنواع التعذيب بحق المعتقلين على يد النظام السوري السابق الذي سقط فجر الأحد.

ونشرت الخوذ البيضاء على حسابها عبر منصة إكس: “تعمل 5 فرق مختصة من الدفاع المدني السوري منذ ساعات في البحث عن احتمال وجود أبواب أو أقبية سرية في سجن صيدنايا، رغم تضارب المعلومات، فتحنا عدة مناطق داخل السجن منها المطبخ، الفرن، لكن لم نعثر على شيء حتى اللحظة”.

وتابع الدفاع المدني السوري: “نعمل بكل طاقتنا للوصول لأمل جديد، ويجب أن نكون مستعدين للأسوأ، ومع ذلك نحن مستمرون بالعمل والبحث في كل مكان داخل السجن ويرافقنا دليلان يعرفان كل تفاصيل السجن وسنزودكم بأي تحديث”.

وأظهر مقطع فيديو مصور لكاميرات المراقبة في سجن صيدنايا وجود أعداد كبيرة من المعتقلين الذين يتجولون في زنازينهم وكأنهم “لا يعرفون ماذا حدث”.

وكشفت اللقطات، السجناء وهم في زنازينهم، يجلسون ويتحركون، وكأن شيئا لم يحدث.

ويُرجح أن هؤلاء السجناء ليس لديهم أي فكرة عن الثورة أو محاولات الإنقاذ الجارية.

وسيطرت فصائل المعارضة المسلحة على سجن صيدنايا ليل السبت بعد بدء دخولها إلى العاصمة السورية دمشق قبيل إعلان سقوط النظام بهروب رأسه، بشار الأسد، بساعات قليلة.

وأفرجت فصائل المعارضة عن عدد كبير من السجناء منذ السيطرة على السجن، لكن يُعتقد أن هناك الكثير من المعتقلين الموجودين في أقبية سرية شديدة الحماية يصعب الوصول إليها.

الأكثر رعبا في العالم

يحاول منشقون وسجناء سابقون كشف تفاصيل غامضة تتعلق بسجن صيدنايا، الذي يُعد من أكثر السجون سرية ورعباً في العالم، حيث تُركز الجهود على معرفة كيفية التحكم بأقفال السجن وكشف بنيته الداخلية المعقدة، استناداً إلى شهادات شهود من داخل السجن.

وكشف ضابط منشق عن سجن صيدنايا السوري تفاصيل جديدة حول نظام التحكم المعقد داخل السجن، المعروف بسمعته المرعبة، لمساعدة فرق البحث والإنقاذ لإخراج المساجين.

ووفقاً لشهادته، يقول إنه يوجد داخل السجن غرفة تحكم رئيسية تقع في الطابق الأرضي، ترتبط بسرداب مخفي يبدأ من المطبخ، يسمح هذا السرداب بدخول شخص واحد فقط، وهو المسؤول عن تشغيل نظام التحكم الكهربائي بالأبواب. هذه الأبواب مصممة كجدران متحركة تُفتح وتغلق لفصل المهاجع، حيث توجد جدران تفصل بين كل عشرة مهاجع تقريباً.

وأضاف الضابط أن السجن يحتوي على باب رئيسي يقع في منتصف الطريق المؤدي إلى منطقة الزلازل، ما يعكس تصميمه المحصن والمعقد لضمان السيطرة الكاملة ومنع أي محاولات هروب.

فيما ظهر شخص اسمه خالد كلثوم، قال إنه معتقل سياسي سابق في سجن صيدنايا، بفيديو قال إن الهدم داخل السجن لن يأتي بنتيجة، وشرح بفيديو قال إن باب الخروج يأتي في منطقة “الندوة” داخل السجن.

وأكد أن الممر قريب جداً من غرفة الأمانات، وبدأ برسم وشرح خطة الدخول إلى السجن.

وتمكن مقاتلو الفصائل السورية المسلحة، صباح أمس الأحد، من دخول سجن صيدنايا وتحرير كافة المعتقلين بداخله، في خطوة اعتبرها ناشطون حدثاً تاريخياً ضد أحد أكثر رموز القمع وحشية خلال حكم النظام السوري.

سجن صيدنايا، الذي تأسس في ثمانينيات القرن الماضي، اكتسب سمعة مرعبة كأحد أكثر الأماكن سرية في العالم. وصفته منظمة العفو الدولية بـ”المسلخ البشري”، حيث تعرض فيه آلاف المعتقلين لأبشع أنواع التعذيب والقتل الممنهج.

تحقيق نشرته رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا في أكتوبر 2022 أشار إلى تورط القضاء السوري ومشفى تشرين العسكري في التغطية على جرائم السجن. وكان مستشفى تشرين يُصدر شهادات الوفاة للمعتقلين المصفّين، بينما يقوم القضاء بإصدار أحكام الإعدام.

أصغر معتقل
أكثر المشاهد الصادمة خلال عملية إطلاق سراح السجناء كان ظهور طفل لا يتعدى عمره ثلاث سنوات يخرج من إحدى الزنازين بعد فتحها ويقف مذهولا مما يحدث، بينما يسأل أحد المسلحين “من هذا الطفل؟ لا حول ولا قوة إلا بالله”، فتخرج سيدة على ما يبدو أنها والدة الطفل وتمسك بيديه.

وصف المغردون هذا الطفل بأنه “أصغر معتقل في التاريخ، وهذا لا يحدث إلا في سجن صيدنايا التابع لنظام الطاغية بشار الأسد”، بحسب تعبيرهم.

بحسب منظمات حقوق السجناء فإن نظام الأسد كان يفرق في المعاملة بين نزلاء هذا السجن، فالسجناء الأمنيين كانوا يتعرضون لتعذيب ممنهج، وجميع سياسات الحرمان من الطعام والرعاية الصحية، أما الجنائيين فيتعرضون لتعذيب غير ممنهج، وفي الغالب كانوا يتمتعون بزيارة دورية ومستوى مقبول من الطعام والرعاية الطبية.

الشكل الهندسي لسجن صيدنايا

يتكون السجن من بنائين: البناء القديم وهو البناء الأحمر وكان مخصصا للمعتقلين السياسيين والأمنيين من المعارضين للنظام الحاكم، والبناء الجديد المعروف باسم البناء الأبيض، وكان مخصصا للسجناء الجنائيين من العسكريين المخالفين ومرتكبي جرائم الفساد الوظيفي والجرائم الجنائية.

وقد يعتبر البعض أن سجناء البناء الأبيض الجديد في كل الأحوال يحسبون من أتباع النظام لأنهم كانوا عسكريين فسدوا أو ارتكبوا جرائم سرقة أو قتل وكان يعاقبهم بوضعهم في هذا المكان، ولكن للمصادفة أن المعارضة المسلحة بعدما أسقطت نظام الأسد فقد بدأت بتحرير سجناء البناء الأبيض ولم تكن قادرة – لبعض الوقت – على الوصول للبناء الأحمر الخاص بالمعارضين وأصحاب الآراء السياسية، وقد رأي بعض المراقبين أنه من الخطأ إطلاق سجناء القضايا الجنائية.

وبعد 10 ساعات من سقوط نظام الأسد تم الإعلان من جانب صحفيين مقربين من المعارضة المسلحة أنهم تمكنوا من الوصول للمعتقلين في زنازين البناء الأحمر مؤكدين أنها كانت محصنة بشكل أكبر وبعضها يقع على عمق كبير تحت الأرض.

وظهر المسلحون في مشاهد وهم يطلقون سراح سجناء البناء الأحمر بينما كان من يصور تلك المشاهد يبحث عن والده بين السجن ويسألهم إذا ما كانوا قد رأوه.

خاص - مراسلين

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews