أخبارسياسةعربي و دولي

تركيا وروسيا تتصدران الجهود الدبلوماسية لاحتواء التصعيد الإسرائيلي الإيراني

شبكة مراسلين
تقرير: وليد حسين شهاب

في ظل تصاعد الأزمة بين إيران وإسرائيل، برزت جهود دبلوماسية مكثفة تقودها كل من تركيا وروسيا، سعياً لاحتواء التوتر وإيجاد مخرج سياسي يوقف نزيف العنف المتبادل. ففي سيناريو يذكر بأزمات إقليمية سابقة، أظهرت أنقرة وموسكو قدرة لافتة على التحرك كوسيطين فاعلين، في وقت تزداد فيه المخاوف من انزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة تهدد الأمن الدولي.

أردوغان يطرح مبادرة تركية لوقف إطلاق النار

أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن استعداد بلاده لقيام دور وسيط بين طهران وتل أبيب، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات. وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي جمعه بالرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، حيث ناقش الطرفان التطورات الأخيرة في الصراع، إلى جانب القضايا الإقليمية والدولية ذات الصلة.

وأكد أردوغان، في بيان صادر عن مديرية الاتصالات الرئاسية التركية، أن تركيا تبذل جهوداً دبلوماسية مكثفة منذ اليوم الأول للتصعيد، مشدداً على أن الحل الوحيد للأزمة يكمن في الحوار وليس في استمرار القصف المتبادل. كما حذر من أن سياسة الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، تشكل تهديداً للنظام الدولي، وأن دوامة العنف الحالية تعرض أمن المنطقة بأكملها للخطر.

ولم يفت الرئيس التركي الإشارة إلى أن التصعيد الإسرائيلي – الإيراني يجب ألا يحول الانتباه عن استمرار المعاناة في غزة، حيث تتواصل الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين.

موسكو تدعو إلى ضبط النفس وتعيد طرح مبادرة اليورانيوم

على الجانب الآخر، أبدت روسيا موقفاً متشابهاً في دعوتها لوقف الأعمال العدائية، حيث أدان الرئيس فلاديمير بوتين الهجمات الإسرائيلية على إيران، واصفاً إياها بانتهاك لميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي. وجدد بوتين، خلال اتصال هاتفي مع أردوغان، تأكيده على ضرورة حل الأزمة عبر المفاوضات، معرباً عن قلقه من استمرار التصعيد.

كما أعاد الكرملين طرح مقترحه القديم بشأن تخزين اليورانيوم الإيراني في الأراضي الروسية، كخطوة لبناء الثقة بين طهران والقوى الغربية. إلا أن المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أقر بأن الوضع قد أصبح أكثر تعقيداً بعد بدء القتال، مما قد يؤخر أي تقدم في الملف النووي.

تصاعد عسكري خطير يهدد بمواجهات أوسع

اندلعت المواجهة الحالية بعد أن أطلقت إسرائيل عملية عسكرية واسعة أسمتها “الأسد الصاعد”، مستهدفة منشآت نووية وعسكرية إيرانية. وردت طهران بقصف مواقع إسرائيلية، بما في ذلك مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، مما فتح الباب أمام جولة جديدة من التصعيد الذي قد يتعذر احتواؤه.

وفي خضم هذه التطورات، تتواصل الجهود الدبلوماسية على أعلى المستويات، حيث تتكثف الاتصالات بين القادة العالميين لاحتواء الأزمة. لكن السؤال الذي يظل معلقاً هو ما إذا كانت الدبلوماسية ستتمكن هذه المرة من تجنيب المنطقة حرباً جديدة، أم أن منطق القوة سيكون له الكلمة الأخيرة.

في وقت تتصاعد فيه الأصوات المنادية بالحلول السياسية، تبدو تركيا وروسيا لاعبين رئيسيين في المشهد الدبلوماسي الحالي. لكن نجاح جهودهما مرهون باستجابة الأطراف المتحاربة، وقدرة المجتمع الدولي على فرض ضغوط كافية لوقف إطلاق النار. وإذا فشلت هذه المساعي، فقد تواجه المنطقة أحد أخطر التحديات الأمنية منذ عقود.

خاص - مراسلين

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews