وداعاً للحفر والألم: “جل الأسنان الذكي” يقضي على التسوس ويعيد بناء المينا.. متى يصل الأسواق؟

شروق سعد – مراسلين
في تطور قد يغير وجه طب الأسنان، يقترب العلماء من إطلاق منتج ثوري يعد بإنهاء عصر الحشوات التقليدية وعلاج التسوس في مراحله الأولية بطريقة غير جراحية بعيدة عن الحفر والألم
هذا الابتكار، الذي يقف وراءه باحثون رائدون من جامعات كبرى مثل جامعة واشنطن وجامعة كاليفورنيا الجنوبية، هو عبارة عن “هيدروجيل ببتيدي” قادر على تحفيز إعادة بناء مينا الأسنان ذاتياً.

يعمل هذا الجل عن طريق المحاكاة الحيوية، حيث يستخدم سلاسل قصيرة من الأحماض الأمينية (ببتيدات) مصممة خصيصاً لتحاكي عمل بروتين الأميلوجين الطبيعي، الذي كان مسؤولاً عن بناء المينا الصلبة في المقام الأول. عند تطبيق الجل على الأسنان المتآكلة، فإنه يشكل هيكلاً منظماً يجذب أيونات الكالسيوم والفوسفات الموجودة في اللعاب، ويوجهها لترسيب بلورات هيدروكسي أباتيت جديدة، مما يعيد بناء طبقة المينا بتركيبتها الأصلية. في عملية تختلف جذرياً عن علاجات الفلورايد الحالية التي تعمل على تقوية المينا الموجودة ولكنها لا تستطيع إعادة بناء الهيكل المفقود.
وقد أظهرت الاختبارات الأولية نجاحاً لافتاً في إصلاح التآكل السطحي وعلاج حساسية الأسنان عن طريق تكوين طبقة حماية متينة، ما يجعله بديلاً واعداً للحفر المؤلم والحشوات المعرضة للتلف بمرور الوقت. وعلى الرغم من دقة الاكتشاف ونجاح التجارب المخبرية، يؤكد الباحثون أن المنتج لا يزال في مرحلة متقدمة من التجارب السريرية على البشر. ويكمن التحدي الأكبر في تأكيد متانة المينا المعاد بناؤها في البيئة الفموية المعقدة، والحصول على الموافقات التنظيمية اللازمة من هيئات الغذاء والدواء العالمية.
بناءً على التقديرات الحالية ومسار الموافقات، لا يتوقع أن يصل هذا الجل الثوري إلى المستهلكين بشكل واسع إلا خلال فترة تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات مقبلة. ومن المرجح أن يُطرح في البداية كعلاج متخصص يطبقه طبيب الأسنان، قبل أن يتم تطويره لاحقاً ليصبح جزءاً من مستحضرات العناية الفموية اليومية. ويمثل هذا الابتكار خطوة عملاقة نحو عصر جديد في طب الأسنان يركز على التجديد البيولوجي بدلاً من الإصلاح الميكانيكي.



