صحة و جمال

القهوة بين المتعة والخطر.. متى يتحول فنجانك الصباحي إلى تهديد صحي؟

ريتا الأبيض – مراسلين

تشكل القهوة جزءاً أساسياً من الروتين اليومي لملايين البشر حول العالم، وتُعد المشروب الأكثر استهلاكاً لمنح الطاقة وتعزيز التركيز. لكن خلف هذا الانتعاش السريع، يحذر الأطباء من أنّ الإفراط في تناول الكافيين قد يقود إلى نقطة يتحول فيها فنجان القهوة من صديق صباحي إلى خطر صحي صامت.

يشير الأطباء إلى أن الأشخاص الذين يعتمدون بشكل كبير على القهوة، الشاي، أو مشروبات الطاقة، عليهم معرفة الحدود الدقيقة التي قد يبدأ عندها الكافيين بإحداث آثار ضارة في الجسم. فبينما يعتقد الكثيرون أن شرب بضعة أكواب أمر طبيعي، إلا أن تجاوز الكميات الموصى بها قد يؤثر في القلب، الجهاز العصبي، والوظائف الإدراكية.

ويوضح الأطباء أنّ فنجان القهوة العادي يحتوي في المتوسط على نحو 100 ملغ من الكافيين، في حين قد يصل محتوى بعض مشروبات الطاقة إلى 160 ملغ في العلبة الواحدة. أمّا الشاي، فإن كمية الكافيين فيه تتأثر بمدة ترك الكيس داخل الماء، وقد تتراوح بين 50 و80 ملغ، ما يجعل استهلاكه بكميات كبيرة مساوياً للقهوة.

وتظهر أولى علامات سمّية الكافيين عبر مجموعة أعراض أبرزها:
– خفقان القلب
– تسارع نبضاته
– القلق والتوتر
– ضعف القدرة على التركيز
– صعوبة اتخاذ القرارات
– اضطرابات الهضم والحموضة
– زيادة الرغبة في التبوّل
– حرقة المعدة

ويحذر الخبراء أيضاً من الجانب الأكثر خطورة للكافيين، قائلين إنه قد يصبح مادة مسببة للإدمان. إذ يبدأ الأمر بفنجان صباحي ضروري للاستيقاظ، ويتطور تدريجياً إلى حاجة ملحّة لشرب فنجان ثانٍ وثالث وربما رابع للبقاء متيقظاً. ومع مرور الوقت، يدخل البعض في حلقة مفرغة: تناول القهوة في وقت متأخر يؤدي إلى تأخر النوم وصعوبة الاستيقاظ، ما يدفعهم لشرب مزيد من القهوة صباحاً.

ويشرح الأطباء أن السبب يرتبط بمادة الأدينوزين التي تتراكم في الدماغ لتعطي إشارة بالتعب والحاجة للنوم. يقوم الكافيين بحجب مستقبلات الأدينوزين، ما يمنع الدماغ من تلقي هذه الإشارة، ويجعل الجسم في حالة يقظة مصطنعة… لكن مقابل ذلك، تتأثر جودة النوم ويزداد الإرهاق على المدى الطويل.

ولكسر هذه العادة، يقترح الخبراء الاستعانة بـ مشروبات خالية من الكافيين أو الشاي المنزوع الكافيين، إضافة إلى أنواع من القهوة منخفضة التركيز. كما ينصحون بتخفيف الكميات تدريجياً، وليس التوقف المفاجئ، للحد من أعراض الانسحاب مثل الصداع والدوار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews