السودان يواجه أسوأ أزمة صحية مع استمرار الحرب

سعيد محمد – مراسلين
حذّر مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في السودان، الدكتور شبل صهباني، من اقتراب النظام الصحي في البلاد من الانهيار الكامل، مع استمرار الحرب واقترابها من يومها الألف، داعيًا المجتمع الدولي إلى توفير تمويل أكبر ومستدام لمواجهة التدهور الحاد في القطاع الصحي.
وقال صهباني إن الاحتياجات الصحية في السودان تتسع بوتيرة متسارعة، في وقت تتراجع فيه الموارد المالية بسبب تغيّر أولويات الجهات المانحة، مشيرًا إلى أن البلاد تواجه في آن واحد تفشيات وبائية متعددة، وسوء تغذية متفاقمًا، وازديادًا في الأمراض غير المعدية، إلى جانب احتياجات طارئة في مجال رعاية الأمومة.
كما أوضح أن هذه التحديات تتفاقم في ظل الهجمات المتكررة على المرافق الصحية، وصعوبة الوصول إلى الخدمات الطبية، والنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات، إضافة إلى العجز في الكوادر والموارد المالية اللازمة لتشغيل النظام الصحي، ما أدى إلى توقف عدد كبير من المرافق الصحية عن العمل في ولايات عدة.
وفي ما يتعلق بالأوبئة، أشار إلى تسجيل تفشٍ واسع لمرض الكوليرا في 18 ولاية، مع أكثر من 123 ألف إصابة أدت إلى ما يزيد على 3500 وفاة، إضافة إلى تسجيل أكثر من 53 ألف إصابة بحمى الضنك في 14 ولاية، أسفرت عن أكثر من 145 وفاة.
على صعيد التمويل، بيّن أن خطة الاحتياجات والاستجابة الإنسانية لعام 2025 لا تزال تعاني من فجوة كبيرة، إذ لم يتجاوز التمويل الإجمالي 36 في المائة، بينما حصل قطاع الصحة على أقل من نصف احتياجاته، في حين لم تتلقَّ منظمة الصحة العالمية سوى نحو 40 في المائة من التمويل المطلوب.
شدّد صهباني على أن الأولوية تتمثل في تأمين دعم مالي عاجل، وضمان وصول آمن ودون عوائق إلى جميع المناطق، مؤكدًا أن غياب الوصول يعرقل مراقبة الوضع الصحي والاستجابة لتفشي الأمراض وسوء التغذية. كما أكد أن حماية العاملين في القطاع الصحي تمثل مطلبًا أساسيًا، لافتًا إلى أن استهداف المرافق الصحية يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي.
وأضاف أن السودان سجّل خلال عام 2025 أكثر من 80 في المائة من إجمالي الوفيات العالمية الناتجة عن الهجمات على مرافق الرعاية الصحية، وفق توثيق منظمة الصحة العالمية، واصفًا هذه الأرقام بالمقلقة، ومؤكدًا أن إنهاء الحرب يظل الشرط الأساسي لإعادة بناء النظام الصحي وعودة الاستقرار.



