علوم وتكنولجيا

ميزة “X” الجديدة تكشف مواقع حسابات مثيرة للجدل… وخبراء يحذرون من مخاطر على الخصوصية

ريتا الأبيض – مراسلين

أشعلت الميزة الجديدة التي طرحتها منصة X – تويتر سابقاً – موجة واسعة من الجدل، بعدما كشفت عن اختلافات كبيرة بين المواقع الجغرافية للحسابات وبين الهويّات التي تعلنها تلك الحسابات أمام متابعيها. وأتاحت الخطوة لمستخدمي المنصة رؤية بلد تشغيل أي حساب عبر قسم “حول هذا الحساب”، في محاولة – وفق المنصة – لتعزيز الشفافية والحد من الحملات المُنسّقة.

وتعرض الميزة معلومات تشمل بلد التشغيل، تاريخ إنشاء الحساب، وعدد تغييرات الاسم، هي كلها بيانات يقول خبراء إنها قد تساعد الجمهور على تقييم مصداقية الحسابات المؤثرة. لكن النتائج الأولية فتحت الباب أمام سجالات سياسية وإعلامية حادة، بعدما كشف مستخدمون أن بعض الحسابات التي تقدّم نفسها على أنها محلية تُدار في الواقع من دول أخرى.

اتهامات بإدارة “جيوش إلكترونية”

منذ إطلاق الميزة، تداول ناشطون صوراً تُظهر مواقع مختلفة لحسابات بارزة، ما دفع أطرافاً سياسية وإعلامية إلى استخدام البيانات الجديدة لاتهام خصومهم بإدارة حسابات وهمية أو خارجية تهدف إلى توجيه الرأي العام أو تضليل المتابعين.

وقال أحد الباحثين في الإعلام الرقمي:

“هذه الميزة تكشف جزءاً من شبكة الحسابات الوهمية، لكنها في الوقت نفسه قد تُستخدم كسلاح في الصراعات السياسية دون التحقق من دقة البيانات.”

مخاوف من تهديد الخصوصية

في المقابل، عبّر خبراء خصوصية عن قلقهم من الخطوة، خصوصاً في دول تشهد تضييقات على حرية التعبير. وحذّر خبير الأمن الرقمي، سليم المولى، من أن:

“إظهار بلد التشغيل قد يعرّض ناشطين وصحفيين للخطر، خاصة إذا كانت آراؤهم تخالف توجهات السلطات.”

وأشار إلى أن بيانات الموقع قد لا تكون دقيقة بنسبة 100٪، لأنها قد تتأثر باستخدام أدوات الـVPN أو طرق إخفاء الهوية، ما يجعل قراءة النتائج تحتاج إلى حذر ووعي تقني.

رد المنصة: البيانات “ليست دقيقة دائماً”

أوضحت منصة X في بيان سابق أن المعلومات المتعلقة ببلد التشغيل “قد لا تعكس الموقع الحقيقي دائماً”، مؤكدة أن الهدف هو “رفع مستوى الشفافية العامة، وليس تحديد موقع المستخدم بدقة جغرافية”.

وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن ما بين 8% و12% من الحسابات الفعّالة على منصات التواصل الاجتماعي عموماً ترتبط بنشاطات غير عضوية أو آلية، وهو ما يجعل التحقق من خلفيات الحسابات مسألة ذات أهمية متزايدة.

سجال مستمر

وبينما يرى البعض أن الخطوة تُعد خطوة إضافية نحو كشف الحسابات المموّلة والموجهة، يرى آخرون أنها قد تتحوّل إلى سبب جديد لتفشي الاتهامات المتبادلة وزيادة الاستقطاب، في ظل غياب آليات تحقق واضحة من دقة البيانات المنشورة.

وفي ظل هذا الجدل، يبقى السؤال الأبرز:
هل ستقود الميزة الجديدة إلى مزيد من الشفافية… أم إلى مزيد من الفوضى الرقمية؟

Rita Abiad

صحفية وباحثة في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية، مهتمة بتغطية الأخبار الرياضية وتحليلها بالإضافة الى خبرة في إدارة منصات التواصل الإجتماعي وانتاج محتوى تحريري بدقة عالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews