سياحة و سفر

تشابه الأسماء… معاناة تتكرر في المطارات رغم التطور التقني

سعيد محمد – مراسلين

رغم التطور الكبير في أنظمة الأمن والسفر، لا يزال عدد من المسافرين حول العالم، ومنهم عرب وأوروبيون من أصول عربية، يواجهون مشكلة مزعجة تتسبب في تعطيل رحلاتهم لساعات طويلة بسبب تشابه الأسماء مع أشخاص مدرجين على قوائم الملاحقة أو المراقبة.

خلال الأسابيع الأخيرة، تكررت شكاوى مسافرين في مطارات تونس والمغرب والقاهرة من تأخر غير مبرّر تجاوز في بعض الحالات ساعتين كاملتين. ورغم حمل بعضهم جنسيات أوروبية، إلا أن مجرد تشابه الاسم — وخصوصًا الأسماء الشائعة مثل محمد، أحمد، علي — كان كافيًا لاحتجازهم ريثما يتم التأكد من هوياتهم.

أحد المسافرين الأوروبيين من أصل عربي قال إن رحلته من مطار تونس تعطلّت أكثر من ساعتين “فقط لأن اسمي محمد”، وأضاف أن هناك الكثير تعرض لهذا الموقف في مطارات مختلفة. ففي مطار القاهرة تم احتجاز شاب لان اسمه مصطفى وفتاة لأن لقب العائلة محمد ويحملون جنسيات أوروبية.

لماذا يحدث تشابه الأسماء؟

  1. الاعتماد على مطابقة الاسم فقط

بعض أنظمة المطارات، خصوصًا في الدول التي تستخدم قواعد بيانات قديمة أو غير مترابطة، تعتمد على الاسم الرباعي كمعيار أساسي للبحث الأمني. ومع وجود ملايين الأشخاص ممن يحملون أسماء متشابهة، ترتفع احتمالات الاشتباه الخاطئ.

  1. عدم تحديث قواعد البيانات

قد تبقى أسماء أشخاص مطلوبين أو موضوعين تحت المراقبة في قواعد البيانات لسنوات طويلة رغم انتهاء قضاياهم، ما يزيد احتمالات وقوع التطابق العشوائي.

  1. نقص في أدوات التحقق السريع

بعض المطارات لا تمتلك تقنيات التحقق البيومتري المتقدمة (البصمة، بصمة العين، التعرف على الوجه)، ما يجعل رحلة التحقق تعتمد على الأسئلة والاتصالات اليدوية.

تأثير المشكلة على المسافرين:

تأخير الرحلات أو تفويت الطائرة

ضغط نفسي وفقدان الشعور بالثقة داخل المطار

صورة سلبية عن الدولة لدى الأجانب

عبء إضافي على الأجهزة الأمنية نفسها التي تهدر الوقت في التحقق من أشخاص أبرياء

كيف يمكن حل المشكلة؟

  1. اعتماد قواعد بيانات موحدة ومتجددة

ربط المطارات والجهات الأمنية بنظام مركزي يحدّث بشكل فوري، ويستبعد الأشخاص الذين انتهت قضاياهم من لوائح المراقبة.

  1. استخدام التحقق البيومتري

إدخال البصمات وبصمة العين والتعرف على الوجه كمعيار رئيسي للتدقيق، بحيث يصبح الاسم مجرد خطوة أولية غير حاسمة.

  1. إضافة رقم هوية عالمي للمسافرين

الاعتماد على رقم جواز السفر أو رقم تعريف دولي بدل الاسم فقط، للحد بشكل كبير من حالات التشابه.

  1. إنشاء “قوائم بيضاء”

إدراج الأشخاص الذين ثبت خطأ الاشتباه بهم في قائمة تسمح بمرورهم بسرعة في المرات القادمة دون إعادة التدقيق المرهق.

  1. تحسين تدريب موظفي المطارات

تدريب الكوادر على التعامل المهني مع حالات الاشتباه، وعلى تقنيات التحقق السريع دون تعطيل المسافر أو إحراجه.

تشابه الأسماء ليس مشكلة عربية فقط، بل ظاهرة عالمية. لكن الدول التي طورت أنظمتها التقنية والبيومترية نجحت في الحد منها بشكل كبير.

ومع تزايد حركة السفر في المنطقة العربية، بات من الضروري تحديث قواعد البيانات وتطوير أنظمة مطابقة الهوية، حمايةً للمواطنين والزوار، وتسهيلًا لعمل الأجهزة الأمنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews