
بقلم محمد الليثي
في خطوة استفزازية جديدة، لشخصين عنصريين من السويد، تعمدا في أول أيام عيد الأضحى المبارك، استفزاز المسلمين من خلال ركل القرآن الكريم بالأقدام، والدوس عليه بالأحذية.
وكشف فيديو مصور اليوم الأربعاء، قيام شخصين من خنازير السويد بركل القرآن الكريم، والوقوف عليه بالأحذية، أمام مسجد للمسلمين بالتزامن مع أداء صلاة عيد الأضحى.
كما قام المتطرفان بحرق القرآن الكريم مرددين شعارات مسيئة للإسلام وللنبي صلى الله عليه وسلم.
لعل الكثير من المسلمين حين يرون هذه المشاهد يغلي الدم في عروقهم، ويتمنى كل منهم أبو يستطيع الانتقام ممن أساء لقرآنهم ونبيهم صلى الله عليه وسلم.
ولكن ليس في القرآن الكريم أمر لنبي بأن يقوم بردة فعل مساوية لسوء تصرف قومه، لم يرد في أي قصة من قصص الأنبياء في القرآن أن لو استهزؤوا بك يا نوح ويا إبراهيم ويا.. اقتلهم أبِدْهم؛ بل الصبر ومواصلة الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن هي غاية المرسلين.
كل ما يقرره القرآن في هذا الصدد للتعامل معهم هو: ـ الإشفاق على جهلهم بالحقائق، “قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون”.
إعلان المهمة المتمثلة في التبليغ فقط:”ليس بي ضلالة ، ولكني رسول من رب العالمين أبلغكم رسالات ربي.” كما يقوم القرآن بمواساة الأنبياء تجاه ما يلقونه من أذى، “فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون.”و”لقد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون”.
ذلك منهج القرآن أما منهج المستعجلين العاطفيين فهو: من يُرسم النبي أو يستهزئ به أو يتعالى على ذات الله فإن عقوبته ستكون بيدي، أين النخوة والشهامة والدفاع عن المقدسات؟!.
منهج الأنبياء الصبر على الأذى والإشفاق على الناس، وبث الدعوة بينهم، فلو عرفوها وفهموها لأحبوا صاحبها ووقروه، ولكنهم في سكرتهم يعمهون.
خطوات راشدة
ماذا ينبغي أن يكون موقف المسلم تجاه الإساءة لدينه؟ لعل من الجواب: أمت الباطلة بتركه: حتى لا نصبح بمثابة آلة دعائية لأهل الباطل، فننقل باطلهم وحماقاتهم من رأي في قناة أو صحيفة أو ندوة قد لا يصل صداها غير الحاضرين، ننقله إلى العالم كله بالمسيرات والتنديد، فنكون مساهمين في الدعاية لشتم النبي والإساءة إلى الدين.
دع العاطفة لوقتها:
من الناس من يفكر بحماسة، ويقول علينا أن نوقفهم عند حدهم، لنحتج..لنحرق السفارات، ولنقتل المجرم بأيدينا، ولعل كل ذلك يكون خيرا منه مقاطعة اقتصادية تضرهم وتضعفهم
فكر بعمق:
أي ركز على خلفيات الحدث أكثر من التركيز على الحدث ذاته ، حاول حسن قراءته والنظر في تجلياته ومن ثم الربط بين سياقاته ومآلاته.
استفت الشرع:
وفي استفتاء الشرع لابد من التفريق بين من يفقه الواقع من العلماء ومن لا يفقهه، فهناك فتاوى عاطفية، ينساق أصحابها وراء العواطف أكثر من الأدلة والنصوص والمقاصد الشرعية، فتجد:
أ ـ الاستدلال بقول عمر:دعني أقطع عنق هذا المنافق، ولو تريث صاحب هذا الرأي قليلا لغير رأيه، لأن فقه المآلات سيقول له لا تقتله “حتى لا يقال بأن محمدا يقتل أصحابه.”.
ب ـ وقد يقول لك: “كيف نرضى الدنية في ديننا، ألسنا على حق؟”، كما قال عمر رضي الله عنه أيضا لما أسلم حيث قال: “ألسنا على حق؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: بلى، أوليسوا على الباطل؟ قال بلى، قال: فلم نرضى الدنية في ديننا؟” لكن الجواب كان التزاما شرعيا لا عاطفة متحفزة، “إننا لم نؤمر بذلك يا عمر. ومثل هذه المواقف تكثر حسب الحدث. وفي حالة الميل إلى هذا يتم إنزال جميع آيات الجهاد.