
ريتا الأبيض ـ مراسلين
قُتل جنديين من الجيش الأمريكي ومترجم مدني، إضافة إلى إصابة عدد آخر، إثر هجوم مسلح استهدف دورية مشتركة أثناء تنفيذ مهمة ميدانية في وسط سوريا، بحسب ما أعلنته وزارة الدفاع الأمريكية، في حادثة وُصفت بأنها من أخطر الهجمات التي طالت القوات الأمريكية في البلاد خلال الفترة الأخيرة.
بحسب المعلومات الرسمية، كانت الدورية تنفذ نشاطًا عملياتيًا مرتبطًا بجهود مكافحة الإرهاب، قبل أن تتعرض لإطلاق نار في منطقة قريبة من مدينة تدمر بمحافظة حمص، ما أسفر عن وقوع خسائر بشرية واستنفار أمني واسع في محيط الموقع.
في المقابل، أشارت تقارير أمريكية إلى أن الهجوم نُفذ على شكل كمين مسلح، مع ترجيحات بارتباط المنفذ بتنظيم “الدولة الإسلامية”. المصادر ذاتها أفادت بمقتل المهاجم خلال اشتباك أعقب الهجوم، فيما نُقل المصابون بواسطة مروحيات عسكرية إلى مواقع آمنة لتلقي العلاج.
على صعيد ردود الفعل، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن الحادثة لن تؤثر على مهام القوات الأمريكية أو على عمل التحالف الدولي في سوريا، مشددة على استمرار العمليات الرامية إلى ملاحقة الخلايا المتطرفة ومنع إعادة تشكّلها.
في السياق ذاته، أوضحت القيادة العسكرية الأمريكية أن حماية الجنود تمثل أولوية قصوى، مشيرة إلى اتخاذ تدابير إضافية لتعزيز أمن الدوريات والقواعد المنتشرة في مناطق العمليات، في ظل ما وصفته ببيئة أمنية معقدة.
تزامن هذا التطور مع تصاعد نشاط خلايا متفرقة لتنظيم “داعش” في مناطق البادية السورية، مستفيدة من الطبيعة الجغرافية الوعرة واتساع رقعة المنطقة، رغم التراجع الملحوظ في قدرات التنظيم خلال السنوات الماضية.
ويرى مراقبون أن الهجوم يعكس استمرار التحديات الأمنية في سوريا، في ظل غياب استقرار شامل وتداخل المصالح العسكرية والسياسية، ما يُبقي القوات الدولية أمام مخاطر متواصلة خلال تنفيذ مهامها.
تجدر الإشارة إلى أن القوات الأمريكية تنتشر في سوريا ضمن إطار التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث تشارك في مهام دعم وتدريب القوات المحلية، إلى جانب تنفيذ عمليات ميدانية تهدف إلى الحد من نشاط التنظيم ومنع عودته مجددًا.




