القاهرة تؤكد دعمها للبنان وتطالب إسرائيل بالإنسحاب من خمس نقاط مراقبة محتلة

ريتا الأبيض- مراسلين
القاهرة – مصر – في موقف عربي لافت يحمل أبعادًا سياسية وأمنية عميقة، أكّد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال مؤتمر صحفي في القاهرة على دعم مصر الكامل للدولة اللبنانية في سعيها للحفاظ على سيادتها واستقرارها، داعيًا في الوقت نفسه إسرائيل إلى الإنسحاب من خمس نقاط مراقبة لا تزال قائمة داخل الأراضي اللبنانية المحتلة.
وجاءت تصريحات مدبولي عقب إجتماع موسّع ضمّ مسؤولين لبنانيين ومصريين، بحث ملفات التعاون الإقتصادي والطاقة والزراعة، إلى جانب التطورات الأمنية في الجنوب اللبناني.
وقال مدبولي:
“مصر تقف بثبات إلى جانب الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية، وتدعم استعادة كامل أراضي لبنان وفق قرارات الشرعية الدولية، بما يحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.”

من جانبه، أعرب الوفد اللبناني عن تقديره للموقف المصري، مشدّدًا على أنّ تعزيز التعاون مع القاهرة يشكّل “خطوة ضرورية لإعادة التوازن إلى العلاقات اللبنانية – العربية، خصوصًا في ظلّ التحديات الأمنية والإقتصادية الراهنة.”
اللقاء حمل أبعادًا سياسية تتجاوز الإطار البروتوكولي، إذ أعاد تسليط الضوء على الملف اللبناني في الأجندة الإقليمية بعد فترة من التراجع.
ويُنظر إلى الموقف المصري بوصفه رسالة عربية مزدوجة: دعم صريح للدولة اللبنانية، ورفض واضح لأي إنتهاك للسيادة أو إستمرار الإحتلال الإسرائيلي في الجنوب.
في الوقت نفسه، ينسجم التحرك مع سعي القاهرة إلى لعب دور أكثر فاعلية في التوازن الإقليمي، من خلال ربط الأمن بالإقتصاد والإستقرار الداخلي.
ويرى مراقبون أن مصر تحاول عبر هذا الخطاب إعادة تثبيت معادلة “الإستقرار مقابل التنمية”، بما يتيح للبنان إستعادة دوره الطبيعي عربياً ودولياً.
كما يعكس الموقف رغبة القاهرة في إستنهاض الدعم العربي للبنان بعد سنوات من الغياب الدبلوماسي والإنكفاء الإقتصادي، في ظلّ الإنقسام السياسي الداخلي والتحديات المعيشية التي يواجهها اللبنانيون.
إقتصاديًا، شهد اللقاء توقيع مذكرات تفاهم مشتركة في مجالات الطاقة والزراعة والتكنولوجيا، في محاولة لخلق مساحات تعاون جديدة تُسهم في تحريك عجلة الإنتاج اللبناني ودعم البنية التحتية.
هذه الخطوة، وإن بدت رمزية في ظاهرها، تُعتبر مؤشّرًا إلى توجه عربي عملي نحو دعم لبنان بعيدًا عن الخطابات التضامنية المعتادة.
في المقابل، يشير محللون إلى أن التحدي الأكبر يبقى في ترجمة هذا الدعم إلى مشاريع واقعية، خصوصاً أن الوضع السياسي اللبناني ما زال هشاً، والقدرة على تنفيذ الإصلاحات محدودة. ومع ذلك، يُعدّ هذا الموقف المصري رسالة طمأنينة بأنّ لبنان لم يخرج من دائرة الإهتمام العربي، وأن هناك رغبة في إبقائه جزءًا من التوازن الإقليمي بدل تحوّله إلى ساحة نفوذ متنازع عليها.
				
					

