أخبارسورياسياسة

إعتصامات وتوتر أمني في عدة محافظات سورية

شبكة مراسلين

شهدت عدة محافظات سورية، بينها اللاذقية وطرطوس وحمص، اعتصامات اليوم الثلاثاء استجابة لدعوة الشيخ غزال غزال، رئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر، الذي نشر بياناً مصوّراً يوم الاثنين دعا فيه إلى اعتصامات سلمية احتجاجاً على الأحداث الأخيرة التي وقعت في مدينة حمص يوم الأحد.

قال غزال في بيانه إن “الطائفة العلوية لم يكن اعتراضها قط على حكم سني أو كردي أو درزي”، مؤكداً إيمانها بشرعية الدولة “بعيداً عن أي منظور آخر”.
وعبّر عن خيبة أمله، واصفاً إياها بأنها “أشد من السلاح الذي تركناه بأيديهم”، رافضاً أن تتحول سوريا إلى ساحة لتصفية حسابات طائفية.

ودعا الشيخ إلى الفدرالية واللامركزية السياسية “لضمان حقوقنا وحقوقكم بعيداً عن الإرهاب”، وحثّ جميع الطوائف على الاعتصام السلمي لوقف آلة القتل والتصدي لأشكال العنف كافة، واصفاً السلطات بأنها “سلطة أمر واقع إرهابية تكفيرية فئوية إقصائية”

إعتصامات في حمص… والداخلية تستمع للمحتجين

خرجت اعتصامات في حمص، وخاصة في حي الزهراء، حيث نزل المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا للاستماع للمعتصمين.

قالت إحدى الشابات:

“أنا بنت عمري 23 سنة… ما أذينا حدا، ليش أمشي بالشارع خايفة؟ مو من الأمن، خايفة من عالم طلعت عن الدولة والقانون وما عم تقدر الدولة تسيطر عليها. في عالم أبرياء عم تموت وما إلها علاقة.”

وقالت أخرى تدعى نور:

“من زمان طلعت الاعتصامات والمسيرات ضد أفعال شنيعة… واليوم عم ترجع تتكرر. ما شفنا شي تغيّر، بالعكس… انضرّينا أكتر.”

اللاذقية… توتر وتراشق بالحجارة

في اللاذقية لم يمرّ الاعتصام بهدوء.
ورغم انتشار الشرطة في دوار الزراعة، حصلت استفزازات بين مجموعات مختلفة، شملت تراشقاً بالحجارة وهتافات مضادة، أدى إلى إصابة رجل في رأسه.

وتدخّلت قوات الأمن بإطلاق النار في الهواء لتفريق المحتجين وفضّ الاشتباك.

وزارة الداخلية: نحمي حق التعبير… ونمنع الفوضى

صرّح المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا عبر قناته على تلغرام:
• أن وحدات الأمن الداخلي أمّنت التجمعات الاحتجاجية في مناطق الساحل لمنع أي حوادث تستغلها “جهات تروّج للفوضى”.
• وأن الوزارة “تحفظ حق التعبير عن الرأي للجميع ما دام تحت سقف القانون ودون الإخلال بالسلم الأهلي”.

وأضاف أن الجهات التي تروّج للفوضى “موجودة خارج البلاد ومنفصلة عن الواقع المعيشي”.
وشدّد على أن ترديد عبارات طائفية في بعض التجمعات “لا يعبر عن حقيقة مطالب أهلنا بالساحل”.

وأكد أن الدولة السورية “هي الضامن الوحيد لمطالب جميع أبناء الشعب السوري”، محذراً من الانجرار وراء “سيناريوهات الفوضى”.

خلفية الأحداث… جريمة تهزّ حمص

شهدت حمص يوم الأحد جريمة قتل طالت رجلاً وزوجته من عشيرة بني خالد، تخللها كتابة عبارات طائفية في موقع الجريمة.
وأثارت الجريمة فتنة دفعت مجموعات عشائرية لمهاجمة أحياء علوية، ما أدى إلى إحراق وتكسير منازل وترويع المدنيين.

تدخلت قوات الأمن للسيطرة على الوضع وفرضت حظر تجول وعلّقت دوام المدارس.
وأعلن المتحدث باسم الداخلية أن العبارات المكتوبة وُضعت “بقصد إثارة الفتنة وتضليل العدالة”.

وخرج وجهاء عشيرة بني خالد لتهدئة التوتر، مؤكدين ثقتهم بالدولة وداعين لعدم الانجرار نحو الفتنة الطائفية.

أرقام تكشف خطورة الوضع الأمني في حمص

وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، سجّلت حمص منذ بداية العام:
• 381 عملية تصفية انتقامية وطائفية
• 347 رجلاً ضحايا
• 22 امرأة
• 10 أطفال
• 240 حادثة مرتبطة بالانتماء الطائفي
• 115 جريمة قتل جنائية

كما اكتُشفت 13 مقبرة جماعية تضم 1285 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، ما يعكس هشاشة الوضع الأمني وعمق الشرخ داخل المدينة التي تضم مكونات متعددة.

Rita Abiad

صحفية وباحثة في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية، مهتمة بتغطية الأخبار الرياضية وتحليلها بالإضافة الى خبرة في إدارة منصات التواصل الإجتماعي وانتاج محتوى تحريري بدقة عالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews