الاحتلال يطلق النار على وفد دبلوماسي عربي وأوروبي في جنين

شبكة مراسلين
تقرير: محمد خلاف
أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي – الأربعاء – الرصاص الحي تجاه وفد دبلوماسي عربي وأوروبي كان يقوم بزيارة ميدانية لمدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة، ما أدانته الخارجية الفلسطينية وعدد من الدول المشاركة.
وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجنود “لم يكونوا على علم بأن الوفد دبلوماسي”، وأن إطلاق النار جاء لإبعاد المجموعة عن منطقة “قتال نشطة”، بعد أن “انحرفت عن المسار المنسق لها”. فيما أوضح الجيش لاحقاً أنه سيعمل على تقديم توضيحات و”الاعتذار” للدول المعنية.
الوفد يضم سفراء 32 دولة ومنظمة دولية
يضم الوفد الدبلوماسي سفراء وممثلين عن مصر والأردن والمغرب والاتحاد الأوروبي والبرتغال والصين والنمسا والبرازيل وبلغاريا وتركيا وإسبانيا وليتوانيا وبولندا وروسيا واليابان ورومانيا والمكسيك وسريلانكا وكندا والهند وتشيلي وفرنسا وبريطانيا وعدة دول أخرى، إلى جانب منظمات دولية.
وكانت زيارة الوفد تأتي ضمن جولة رسمية تم الإعلان عنها مسبقاً، حيث زار أعضاؤه مدينة طولكرم الثلاثاء، ثم اتجهوا إلى جنين الأربعاء، وفق تنسيق مع وزارة الخارجية الفلسطينية التي أكدت أنها أعلنت عن الزيارة قبل 10 أيام من موعدها.
الوفد يلتقى محافظ جنين للتعرف على الوضع الإنساني
بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الفلسطينية، فإن الوفد الدبلوماسي التقى بمحافظ جنين وقضى أكثر من ساعتين في مقر المحافظة، حيث استمعوا لشرح مفصل حول الأوضاع الميدانية والسياسية في المدينة والمخيمات.
وبعد ذلك، توجه الوفد إلى مخيم جنين للاجئين، الذي تحتله إسرائيل منذ أكثر من 4 أشهر وتعرض معظم مبانيه للتدمير، ووقفوا عند بوابة حديدية أُقيمت على أحد مداخل المخيم، حيث استمعوا لشرح من المحافظ حول ظروف الحياة الصعبة التي يعيشها السكان.
وبقي الوفد هناك حوالي 15 دقيقة، قبل أن تبدأ القوات الإسرائيلية بإطلاق النار بشكل مكثف بالقرب منهم، مما دفع أعضاء الوفد إلى الانسحاب بسرعة دون أن تسجل أي إصابات.
صور متداولة تظهر لحظة إطلاق النار
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة لحظة إطلاق النار من داخل مخيم جنين نحو الوفد الدبلوماسي، وهو ما أثار استنكاراً واسعاً من قبل الوفود المشاركة والسلك الدبلوماسي الدولي.
وقالت مصادر فلسطينية إن الهدف من الزيارة كان “الاطلاع على حجم المعاناة التي يعيشها المدنيون في جنين”، مشيرة إلى أن المدينة تعرضت لدمار هائل خلال عملية الاحتلال المستمرة منذ شهور.
جيش الاحتلال: إطلاق النار كان “تحذيرياً”
في بيان رسمي، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن “دخول البعثة إلى جنين تم بشكل منسق”، وإن “مساراً خاصاً كان قد تم الاتفاق عليه مسبقاً يجب على الوفد الالتزام به بسبب وجود المنطقة ضمن نطاق عمليات عسكرية”.
وأضاف البيان أن الوفد “تجاوز المسار المتفق عليه، ودخل منطقة ممنوعة عليهم”، مشيراً إلى أن الجنود الموجودين في الموقع “لم يكونوا على دراية بوجود وفد دبلوماسي”، وبالتالي أطلقوا النار في الهواء كإجراء تحذيري لإبعاد المجموعة عن المنطقة.
وأكد الجيش أنه “لم تقع أضرار أو إصابات”، وأن قائد فرقة الضفة العقيد يكي دولف، أجرى تحقيقاً فورياً في الحادثة، بينما أطلع قائد الإدارة المدنية العميد هشام إبراهيم، ممثلي الدول المعنية على نتائج التحقيق الأولي.
فلسطين تدين الحادث وتطالب بتفسير واضح
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الحادثة بشدة، وطالبت بـ”تحقيق مستقل” في الواقعة. وأكد المتحدث باسم الوزارة أن الوفد تنقل بمركبات دبلوماسية وبرفقة رسمية، وأن التنسيق المسبق كان قائماً.
وشددت الخارجية على أن “السلوك الإسرائيلي غير المسؤول يهدد سلامتهم الجسدية، ويعكس عدم الاحترام الكامل للمعايير الدولية المتعلقة بالسلامة والتحرك الحر للبعثات الدبلوماسية”.