البرهان يتهم الوساطة الرباعية بالانحياز ويطالبها بالعودة إلى خارطة الطريق السودانية

نشوة أحمد الطيب -مراسلين
السودان – أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبدالفتاح البرهان، رفضه القاطع للورقة الأخيرة التي قدمتها الوساطة الرباعية، واصفاً إياها بأنها أسوأ ورقة تُطرح منذ بداية مسار التفاوض.
وقال إن الورقة الجديدة، التي عُرضت قبل نحو أسبوعين، تجاهلت تماماً المقترحات السودانية السابقة، ولم تُظهر أي احترام لرؤية الدولة السودانية ومؤسساتها.
وأوضح البرهان أن الورقة تتضمن بنوداً خطيرة وغير مقبولة، أبرزها الدعوة إلى إلغاء وجود القوات المسلحة، وحل الأجهزة الأمنية، والإبقاء على الميليشيا في مواقعها من دون مساءلة أو إعادة هيكلة.
وأشار إلى أن اللجان الفنية التابعة للقوات المسلحة راجعت المقترح وخلصت إلى أنه “لا يصلح أساساً لأي نقاش ولا يمثل أرضية يمكن البناء عليها.” وفي انتقاد مباشر للوساطة، شدد البرهان على أن الرباعية تفقد حيادها إذا مضت في هذا الاتجاه، مؤكداً أن ما يصدر عنها لا يعكس رغبة صادقة في تحقيق سلام عادل. وخصّ بالذكر المبعوث الأمريكي مزعد بولس، قائلاً إنه يتحدث مع السودانيين “بلغة الإملاء” ويسعى لفرض رؤى لا علاقة لها بواقع البلاد، مضيفاً: “يبدو أحياناً كأنه يتحدث بلسان الميليشيا نفسها.”
وكشف البرهان أن المبعوث الأمريكي لوّح باتهامات تمس سيادة البلاد، من بينها مزاعم تتعلق بعرقلة الإغاثة أو استخدام أسلحة محرمة، مشيراً إلى أن هذه الادعاءات تُستخدم كأداة ضغط لتمرير حلول مرفوضة. وأضاف: “إذا استمرت الوساطة بهذا النهج، فهي تتحول من وسيط إلى عقبة في طريق السلام.” وجدد البرهان التأكيد على تمسكه بـ خارطة الطريق السودانية التي سبق أن طرحتها القوات المسلحة، مؤكداً أنها المسار الوحيد القابل للتطبيق، وأن أي حل حقيقي يجب أن ينطلق من الإرادة السودانية الخالصة لا من إملاءات خارجية. وقال: “لا يمكن لأي سوداني أن يقبل بوجود المتمردين أو داعميهم جزءاً من مستقبل الدولة. وعلى الوساطة أن تعود إلى المسار الصحيح إذا كانت راغبة فعلاً في مساعدة السودان.”
ووصف القائد العام قوات الدعم السريع بأنها “مليشيا آل دقلو الإرهابية”، متهماً إياها بارتكاب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي ونهب وقتل السودانيين، ومؤكداً وجود دول وجهات سياسية تساعدها “وهي غير مقبولة بالنسبة لنا”.
وأكد رئيس مجلس السيادة أن القوات المسلحة عازمة على استعادة كل الأراضي التي سيطر عليها التمرد في كردفان ودارفور، مضيفاً: “سنطردهم من السودان، والنصر سيكون حليفنا طالما نحن على حق”. وأوضح أن “معركة الكرامة” هي معركة كل السودانيين، وأن القتال موجّه ضد المتمردين وليس ضد أي قبيلة أو مجموعة سكانية.
ودعا البرهان نظار القبائل والعمد الداعمين لعبد الرحيم دقلو إلى الاحتكام للعقل وعدم الزج بأبنائهم في الحرب، مشيراً إلى هلاك أعداد كبيرة من شباب تلك القبائل خلال المعارك.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تواصل فيه منظمات دولية مثل Human Rights Watch ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة نشر تقارير موسّعة حول الانتهاكات الواسعة المنسوبة لقوات الدعم السريع، بالتزامن مع التصنيف الأفريقي الأخير الذي أدرج هذه القوات ضمن الكيانات الإرهابية.



