الحيطان لها آذان: كيف تُعيد الأمثال تشكيل عقول الناس

مراسلين _سلوم الظاهر
تُعدّ الأمثال الشعبية من أبرز العناصر الثقافية المتجذّرة في حياة المجتمعات، نظراً لقوة تأثيرها في السلوك اليومي وفي طرائق التفكير. فهي لا تُتداول بوصفها عبارات عابرة أو أقوالاً جميلة، بل تشكّل منظومة معرفية مكثّفة تختصر رؤية الجماعة للعالم، وتوجّه الفرد في تعامله مع حياته ومع الآخرين. وبسبب سهولة حفظها وانتشارها الشفهي، تستقر هذه الأمثال في الوعي الجمعي لتصبح مع الزمن مرجعاً تلقائياً يحكم ردود الأفعال ويؤطّر التفكير دون مراجعة أو تأمل.
فالطفل يتشرّب هذه العبارات منذ سنواته الأولى باعتبارها حقائق جاهزة لا تقبل النقض. فعندما يسمع مثلاً المثل القائل: «العين لا تقاوم المخرز»، ينشأ لديه تصوّر داخلي مفاده أن القوة لا تُواجه، وأن مقاومة الظلم أو تحدي أصحاب النفوذ أمر عديم الجدوى مهما كان حجم المعاناة. وهكذا تؤثر الأمثال في تشكيل العقليات وفي تحديد ما يراه الإنسان ممكناً أو مستحيلاً.



