هل تنهي واشنطن الحرب الأوكرانية.. أم أن لبوتين رأي آخر

عبدالله حسن زيد – مراسلين
أعلن الكرملين اليوم الاثنين 1 ديسمبر 2025، عن عقد لقاء حاسم بين المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم غد الثلاثاء 2 ديسمبر في موسكو. ويهدف اللقاء إلى استكمال النقاشات حول الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، والتي أثارت جدلاً دولياً واسعا”.
يأتي هذا الإعلان في أعقاب ترقب عالمي مكثف، حيث يُعتبر اللقاء خطوة محورية قد تفتح آفاقاً جديدة للتسوية، خاصة بعد اجتماع فلوريدا الأخير الذي لم يحدد فيه الضمانات الأمنية الأوروبية المطلوبة لكييف لضمان حقوقها بعد أي اتفاق سلام.
ووفقاً للخطة الأمريكية، ستُؤكد إبرام اتفاق عدم اعتداء شامل بين روسيا وأوكرانيا ودول أوروبا، إلا أنها تتضمن تنازلات محتملة حول السيطرة الروسية على مناطق في دونباس، مقابل ضمانات أمنية دولية قوية.

أما المصالح الروسية، فقد اقتربت من تحقيق ما يُنظر إليه كنصر استراتيجي في دونباس، حيث أصر بوتين مؤخراً على وقف القتال شريطة انسحاب أوكرانيا من هذه المناطق، وهو مطلب كانت كييف ترفضه رفضاً قاطعاً في الأشهر السابقة، معتبرة إياه خطاً أحمر يمس بأمنها الوطني. ومع ذلك، وضعت كييف مسألة الحدود والسيطرة على دونباس تحت تصويت الشعب الأوكراني عبر استفتاء عام، لتعكس رأي -الرأي العام -في هذه القضية الحساسة. كما أن انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو يظل من الخطوط الحمراء الروسية غير القابلة للتجاوز، وهو أحد الشروط الرئيسية لبوتين لإنهاء النزاع، بينما تترك الخطة الأمريكية هذا الباب مفتوحاً مشروطاً بالإجماع داخل الحلف.
من جانبها، اقترحت واشنطن إنشاء منطقة منزوعة السلاح في دونباس تحت إشراف روسي دون نشر قوات عسكرية دائمة، مما يشير إلى انفتاح متزايد بين موسكو وواشنطن، خاصة مع تصاعد المباحثات الأوروبية المتوازية، بما في ذلك زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى فرنسا للقاء الرئيس إيمانويل ماكرون، والتي وصفتها وسائل إعلام أوروبية بأنها “أسبوع حاسم” لجهود السلام.
وأفادت شبكة سي إن إن الأمريكية بأن أوكرانيا قد تقدم تنازلات إضافية لموسكو في إطار الخطة، لكن التحدي الأكبر يكمن في مدى قبول بوتين بها، مما يضع زيلينسكي أمام معضلة سياسية معقدة . الغربيين.
حيث يُتوقع أن يركز اللقاء على صياغة آليات التنفيذ العملية، مع التركيز على تجنب أي تصعيد عسكري إضافي خلال الشتاء القارس، حيث أشارت تقارير إلى أن الخطة قد تكون الأنجع بالنسبة لكييف مما يعزز فرص التقارب رغم التحديات.



