بلدية التعايش – حيفا – تُقيل عضو عربي من أحد مراكزها الثقافية

حيفا : سامية عرموش

إقالة شربل دكور من إدارة “بيت الكرمة” تُثير الجدل حول الميزانيات المجحفة للتعليم العربي في حيفا

أثارت قضية إقالة الأستاذ شربل دكور، رئيس كتلة التجمع في بلدية حيفا، من إدارة المركز العربي-يهودي “بيت الكرمة”، موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في الداخل الفلسطيني، وخاصة في مدينة حيفا. جاء ذلك على خلفية انتقادات وجهها دكور لميزانية بلدية حيفا لعام 2025، والتي وصفها بالتمييزية بحق التعليم العربي في المدينة، مما أثار غضباً واسعاً بين الأوساط الشعبية والنشطاء.

خلفية تاريخية: مدينة التعايش وألم النكبة

تُعتبر حيفا رمزاً للتعايش، إلا أن واقعها يحمل في طياته جراحاً تاريخية تعود إلى نكبة 1948، حين تم تهجير نحو 72 ألف فلسطيني من سكانها، ولم يتبقَّ سوى ثلاثة آلاف فقط يصارعون من أجل الحفاظ على هويتهم وحقوقهم.

البيان والموقف

في بيانٍ شديد اللهجة صدر عن كتلة التجمع، ووصل نسخة منه إلى موقعنا، انتقد دكور عدم مصادقته على ميزانية البلدية خلال جلسة المجلس البلدي في ديسمبر 2024، مشيراً إلى أن الميزانية لا تلبي احتياجات المدارس الأهلية العربية ومدرسة “حوار” الرسمية. وأكد البيان أن الإقالة جاءت كرد انتقامي من رئيس البلدية يونا ياهف، بالتعاون مع رئيس إدارة “بيت الكرمة”، فاخر بيادسة، دون علم دكور أو إشعاره مسبقاً.

تصريحات دكور

وصف الأستاذ شربل دكور هذه الإقالة بأنها اعتداء على الحق الديمقراطي وموقف سياسي واضح ضد قضايا التعليم العربي. وأكد قائلاً:
“كفى للظلم والعنصرية. مدارسنا الأهلية لها تاريخ عريق ودور جوهري في حماية ثقافتنا. لن نسمح بالمساس بحقوقها”.

كما اتهم دكور البلدية بإلغاء ميزانية تقدر بسبعة ملايين شيكل كانت مخصصة لمدرسة “حوار”، مشيراً إلى استمرار سياسات التمييز والتفريق بين المدارس الرسمية والأهلية.

غياب الردود الرسمية

حاولنا الحصول على تعقيب رسمي من رئيس البلدية يونا ياهف ورئيس إدارة “بيت الكرمة”، إلا أن أي رد لم يصل حتى لحظة نشر هذا التقرير. وأوضح بيادسة في اتصال لاحق أنه بصدد إعداد بيان للرد على هذه الاتهامات.

خيبة أمل واحتجاج شعبي

تزامن نشر البيان مع تداول مقطع فيديو لجلسة المجلس البلدي حول الميزانية، مما عمّق حالة الإحباط لدى الأهالي والنشطاء. وأكد العديد من أولياء الأمور أن هذا القرار يعكس استمرار تهميش قضايا التعليم العربي في حيفا، في وقت تُطالب فيه الأوساط المحلية بإجراءات عملية لدعم المدارس العربية.