بقلم: وليد شهاب قصاص
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريحات صحفية أن إيران ستواجه عواقب شديدة إذا لم تتفق مع واشنطن بشأن برنامجها النووي حيث هدد ترامب بإمكانية شن عمليات عسكرية غير مسبوقة ضد المنشآت النووية الإيرانية كما أشار إلى إمكانية فرض حزمة عقوبات اقتصادية جديدة تشمل رسوماً جمركية قاسية على البضائع الإيرانية.
صرح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال اجتماع مجلس الوزراء بأن طهران رفضت عقد أي مفاوضات مباشرة مع الإدارة الأمريكية لكنه أكد استمرار انفتاح بلاده على الحوار غير المباشر عبر القنوات الدبلوماسية المتاحة وقد تم تسليم الرد الرسمي الإيراني على الرسالة الأمريكية الأخيرة عبر وساطة سلطنة عمان.
أوضح مراسلونا في واشنطن بأن البيت الأبيض يدرس حالياً خيارات متعددة للتعامل مع الملف النووي الإيراني تشمل تشكيل تحالف دولي جديد للضغط على طهران حيث يعتقد المحللون السياسيون أن الإدارة الأمريكية تفضل الحل الدبلوماسي لكنها تضع جميع الاحتمالات على الطاولة بما في ذلك الخيار العسكري إذا فشلت المساعي التفاوضية.
أشار خبراء عسكريون إلى أن أي مواجهة مسلحة بين الطرفين ستؤثر سلباً على الاستقرار الإقليمي حيث أفادت تقارير استخباراتية بأن إيران قامت بتعزيز دفاعاتها الجوية حول المنشآت النووية الحساسة كما عززت من وجودها العسكري في بعض النقاط الاستراتيجية في الخليج العربي.
أفادت مصادر دبلوماسية مطلعة عن تحركات مكثفة للوساطة العمانية لاحتواء الأزمة الحالية حيث تعمل مسقط على تقريب وجهات النظر بين الطرفين وتجنب أي تصعيد عسكري قد يؤدي إلى مواجهة شاملة في المنطقة.
أكد ممثلو روسيا والصين في الأمم المتحدة على ضرورة ضبط النفس والعودة لطاولة المفاوضات حيث أعربوا عن قلقهم من التصعيد الأخير كما شددوا على أهمية الحفاظ على الاتفاق النووي السابق مع إمكانية إدخال بعض التعديلات عليه لضمان تلبية مصالح جميع الأطراف.
صرح متحدث باسم الاتحاد الأوروبي بأن التكتل الأوروبي يعقد اجتماعاً طارئاً غداً الاثنين لبحث الموقف الموحد من التصعيد الأمريكي الإيراني الأخير حيث من المتوقع أن يصدر البيان الختامي دعوة لجميع الأطراف إلى ضبط النفس وإعطاء الأولوية للحلول الدبلوماسية.
أوضح مراقبون سياسيون أن المنطقة تشهد ظروفاً استثنائية تزيد من تعقيد الأزمة الحالية حيث تتزامن التوترات الأمريكية الإيرانية مع تصاعد الأزمات في عدة بؤر إقليمية أخرى مما يجعل أي مواجهة عسكرية محتملة ذات تداعيات غير مسبوقة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
أشار محللون اقتصاديون إلى أن الأسواق العالمية ستشهد اضطرابات حادة في حال تنفيذ التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات جديدة حيث من المتوقع أن تشهد أسعار النفط ارتفاعات قياسية قد تصل إلى 20% خلال الأيام القليلة المقبلة مما سينعكس سلباً على الاقتصاد العالمي.
أكد نشطاء في طهران أن الحرس الثوري الإيراني أجرى مناورات عسكرية واسعة النطاق قرب المنشآت النووية في خطوة يرى مراقبون أنها رسالة واضحة للولايات المتحدة وحلفائها بأن أي عمل عسكري سيواجه برد قوي وحاسم من الجانب الإيراني.
أفادت مصادر مطلعة بأن إدارة الرئيس ترامب تدرس إمكانية تشديد الحصار الاقتصادي على إيران من خلال استهداف قطاعات جديدة لم تشملها العقوبات السابقة حيث تسعى واشنطن إلى زيادة الضغط على طهران لإجبارها على التفاوض بشروط أمريكية.
أوضح خبراء قانونيون أن أي عمل عسكري أمريكي ضد إيران دون موافقة مجلس الأمن الدولي سيشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي حيث حذروا من أن مثل هذه الخطوة قد تقوض النظام الدولي القائم وتفتح الباب أمام موجة جديدة من عدم الاستقرار العالمي يتابع مراسلنا هذه التطورات الخطيرة عن كثب وسنوافيكم بأحدث المستجدات والتحليلات من مصادرنا الميدانية الموثوقة في واشنطن وطهران والعواصم المعنية الأخرى كما سنواصل رصد ردود الأفعال الدولية وتداعيات الأزمة على مختلف المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية.
