أخبارتقارير و تحقيقاتسياسةعربي و دولي

انتقادات لتعيين رئيس «الشاباك» الجديد و«نتنياهو» يتحدى الجميع

نتنياهو يدخل في صدام مع رئيس الأركان بسبب رئيس «الشاباك» الجديد

شبكة مراسلين
تقرير: محمد خلاف

انضمت عائلات الجنود الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة إلى صفوف المنتقدين بقوة لتعيين اللواء ديفيد زيني رئيساً جديداً لجهاز الأمن الداخلي “الشاباك”، بعد تسريب تصريحات له يعارض فيها التوصل إلى صفقة تبادل مع حركة “حماس”، ويعتبر الحرب الحالية “حرباً أبدية”.

وجاء في بيان صادر عن هيئة أهالي المخطوفين أن تعيين زيني، الذي أعلن عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس الماضي، “يُعد جريمة فوق الجريمة والظلم الواقع على شعب إسرائيل”، مشيرة إلى أن هذا القرار يضع مصير المختطفين رهن اعتبارات سياسية وأيديولوجية، وليس الإنسانية أو الوطنية.

«إذا كانت تصريحاته صحيحة.. فهذه مواقف صادمة»

وقالت الهيئة إن أهالي المخطوفين “استشعروا بالغضب الشديد عندما سمعوا التصريحات المسربة من اللواء زيني”، وأضافوا: “إذا كان ما تم تسريبه صحيحاً، فإن مواقفه صادمة ومستهجنة، وتخرج من شخص سيتحمل مسؤولية مباشرة عن مصير الرجال والنساء المحتجزين لدى حماس”.

كما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، منها صحيفة «يديعوت أحرونوت»، انتقادات حادة من عائلات المخطوفين، الذين وصفوا اختيار زيني بأنه “تصريح بترك أبنائهم يموتون في أنفاق حماس، لصالح استمرار حرب لا نهاية لها”.

ودعا منتدى عائلات المخطوفين إلى إلغاء التعيين فوراً، محملين الحكومة مسؤولية تأخير إطلاق سراح الأسرى بسبب تبنيها موقفاً أيديولوجياً بدلاً من البحث عن حلول عملية.

زيني: “أنا ضد صفقات الرهائن.. هذه حرب أبدية”

وكانت القناة الـ12 الإسرائيلية قد نشرت تقريراً كشفت فيه أن زيني، خلال فترة عمله سابقاً في الجيش الإسرائيلي، قال أمام زملائه في اجتماع هيئة الأركان العامة: “أنا ضد صفقات الرهائن. هذه حرب أبدية”، وهو تصريح وصفته المصادر بأنها لم يكن ذا وزن كبير حينها، لكنه الآن يكتسب أهمية كبيرة بعد توليه منصب رئيس “الشاباك”، حيث سيكون له دور مباشر في مفاوضات تبادل الأسرى.

رفض قانوني ودبلوماسي للتعيين

ويأتي التعيين في ظل رفض واسع من المستشارة القضائية للحكومة، التي اعتبرته “مخالفاً للتوجيهات القانونية”، وقالت إنه قد يتضمن “ممارسة معيبة”. كما رفضت المحكمة العليا قرار نتنياهو بإقالة رئيس “الشاباك” الحالي، رونين بار، في خطوة وصفها البعض بأنها محاولة لتسييس الجهاز الأمني الأكثر أهمية في الدولة.

وكان بار قد أعلن أنه سيغادر المنصب في يونيو المقبل، نتيجة ضغوط سياسية واتهامات بمسؤوليته عن فشل الاستخبارات في منع الهجوم المفاجئ لحركة حماس في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي واختطاف نحو 250 آخرين.

تحفظات داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية

وبحسب القناة الـ12، فإن هناك تحفظات داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية حول تعيين زيني، خاصةً لجهة عدم خبرته السابقة في العمل الاستخباراتي أو في جهاز “الشاباك” نفسه، وهو ما أعرب عنه رئيس الأركان الحالي إيال زامير ، الذي أكد أن التعيين جاء بطريقة غير تقليدية، وبعيداً عن الكفاءة والاستحقاق.

كما دعا رئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت زيني إلى رفض المنصب، مؤكداً أن اختياره يُشكّل تجاوزاً للخبرات والأعراف المهنية التي يجب أن تحكم مثل هذه المناصب الحساسة.

«زيني» يخرق النظام

وكان زيني قد تم إبعاده من الجيش الإسرائيلي قبل أشهر، بعد أن اكتشف رئيس الأركان زامير أنه أقام اتصالات مباشرة مع نتنياهو بعيداً عن القنوات الرسمية، وهو أمر اعتبره زامير “خرقاً تنظيمياً خطيراً”.

ومن المتوقع أن يحل زيني محل بار في منصبه في يونيو القادم، إذا لم تتدخل المحكمة العليا لإيقاف التعيين، وهو ما تطالب به قوى متعددة داخل المجتمع الإسرائيلي، بما في ذلك عائلات المخطوفين، التي ترى أن هذا التعيين لن يخدم قضيتهم، بل قد يعمق معاناة أبنائها ويؤجل فرص الإفراج عن المعتقلين في غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews