«سفينة حنظلة» رمز التضامن لكسر حصار غزة

شبكة مراسلين
تقرير: سجى شبانة
سفينة حنظلة هي مبادرة إنسانية تابعة لتحالف أسطول الحرية، تهدف إلى كسر الحصار البحري الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007.
تحمل السفينة اسم “حنظلة”، الشخصية الكاريكاتيرية التي ابتكرها الفنان الفلسطيني ناجي العلي، والتي تُعد رمزًا للصمود والمقاومة الفلسطينية.
انطلقت السفينة في 13 يوليو 2025 من ميناء سيراكوزا في جزيرة صقلية الإيطالية، حاملةً مساعدات إنسانية ورسالة تضامن عالمية لدعم سكان غزة المحاصرين.تاريخ السفينة ومواصفاتها
تاريخ السفينة ومواصفاتها
سفينة حنظلة هي سفينة صيد نرويجية صُنعت عام 1968، كانت تُعرف سابقًا باسم “نافارن”، وانضمت إلى تحالف أسطول الحرية في عام 2023. يبلغ طولها حوالي 18 مترًا، وهي مزودة بمحرك ديزل وبنية مناسبة للإبحار في البحر المتوسط. خلال عامي 2023 و2024، جابت السفينة موانئ عدة في شمال أوروبا والمملكة المتحدة، مثل النرويج والسويد وإسبانيا، لنشر الوعي حول معاناة الفلسطينيين تحت الحصار وتعزيز التضامن الدولي.
رمزية اسم «حنظلة»
اختير اسم “حنظلة” تكريمًا للشخصية الكرتونية التي ابتكرها ناجي العلي عام 1969، والتي تُجسد الطفل الفلسطيني البالغ من العمر عشر سنوات، وهو العمر الذي غادر فيه العلي فلسطين خلال النكبة عام 1948.
حنظلة يُصوَّر حافي القدمين، بملابس رثة، ويديه خلف ظهره، يدير ظهره للعالم احتجاجًا على الصمت الدولي تجاه القضية الفلسطينية. يرمز اسم “حنظلة” أيضًا إلى نبات صحراوي معروف بمرارته وصلابته، مما يعكس صمود الشعب الفلسطيني. اختيار هذا الاسم يعزز الرسالة السياسية والإنسانية للسفينة، التي تهدف إلى تمثيل صوت المضطهدين والمحاصرين.
مهمة السفينة حنظلة
انطلقت سفينة حنظلة في 13 يوليو 2025 من ميناء سيراكوزا الإيطالي، حاملةً مساعدات إنسانية تشمل إمدادات طبية ومواد غذائية أساسية، بهدف دعم سكان غزة الذين يعانون من حصار مشدد وحرب مستمرة. تحمل السفينة 20 ناشطًا من جنسيات مختلفة، بما في ذلك إيطاليا، فرنسا، النرويج، أستراليا، هولندا، وسوريا، بالإضافة إلى أطباء وصحفيين. تهدف المهمة إلى:
– كسر الحصار البحري: تحدي الحصار الإسرائيلي غير القانوني وتسليط الضوء على انتهاكات القانون الدولي الإنساني.
– إيصال المساعدات: توفير إمدادات منقذة للحياة لسكان غزة الذين يعانون من التجويع والقصف.
– رفع الوعي الدولي: إسقاط “جدار الصمت” العالمي ودفع الحكومات الغربية للتحرك ضد الأزمة الإنسانية في غزة.
– تأكيد الحق الفلسطيني: تثبيت حق الفلسطينيين في ممر بحري حر للتواصل مع العالم.
التحديات والعقبات
تواجه سفينة حنظلة تحديات كبيرة، خاصةً بعد تجارب سابقة لأسطول الحرية. في يونيو 2025، اعترضت القوات الإسرائيلية سفينة “مادلين” في المياه الدولية، واستولت عليها، واعتقلت 12 ناشطًا، بمن فيهم الناشطة البيئية غريتا ثونبرغ، عضو البرلمان الأوروبي ريما حسن، ومراسل الجزيرة عمر فياض.
وصفت هذه العملية بـ”القرصنة” من قبل التحالف، مما يثير مخاوف من مصير مماثل لسفينة حنظلة. كما تعرضت سفينة تابعة لأسطول الحرية في مايو 2025 لهجوم بطائرتين مسيرتين قرب مالطا، مما تسبب بحريق، لكن لم يُسجل إصابات. رغم هذه المخاطر، أكد زاهر بيراوي، رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، أن “الاستهداف الممنهج لن يثني التحالف عن مواصلة جهوده”، مشددًا على أن إطلاق حنظلة هو رد على هجوم مادلين، وأن “الإرادة المدنية أقوى من سلاح الاحتلال”.
السياق الإنساني
تأتي مهمة حنظلة في ظل أزمة إنسانية متفاقمة في غزة، حيث خرقت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس 2025، مما أدى إلى مقتل أكثر من 6572 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 23 ألفًا.
كما قُتل أكثر من 700 فلسطيني أثناء انتظارهم للمساعدات في نقاط توزيع تديرها “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي وصفها التحالف بـ”فخ مميت”. منذ مارس 2025، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات، بينما يحتاج سكان غزة إلى 600 شاحنة يوميًا لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
ردود الفعل الدولية
– دعم دولي: دعت منظمات حقوقية مثل هيومن رايتس ووتش وأمنستي إنترناشونال إلى السماح لسفن أسطول الحرية بالوصول إلى غزة دون اعتراض، معتبرةً الحصار خرقًا للقانون الدولي.
– موقف الأمم المتحدة: في يونيو 2025، طالبت الأمم المتحدة إسرائيل باحترام القانون الدولي وتوفير ممرات آمنة للمساعدات.
– موقف إسرائيل: أكدت هيئة البث الإسرائيلية أن المؤسسة الأمنية تراقب تحركات السفينة، مما يشير إلى احتمالية اعتراضها. إسرائيل تدعي أن مثل هذه المبادرات قد تُستخدم لدعم حركة حماس، وتصفها بـ”الاستفزاز السياسي”.
خاتمة
سفينة حنظلة ليست مجرد وسيلة لنقل المساعدات، بل هي رمز للتحدي والتضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني. تحمل روح حنظلة، الطفل الذي يرفض الصمت، وتسعى لكسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني، رغم المخاطر الكبيرة. من خلال هذه المهمة، يؤكد تحالف أسطول الحرية على أهمية استمرار الجهود المدنية لدعم غزة، ويطالب العالم بالتحرك لإنهاء الحصار ومعاناة سكان القطاع.