اللاذقية تتنفس الصعداء: الدفاع المدني يسيطر على 80% من الحرائق

شريف فارس- مراسلين
اللاذقية -أعلن مدير الدفاع المدني في محافظة اللاذقية، عبد الكافي كيال، أن فرق الإطفاء تمكنت من وقف تمدد الحرائق الحراجية، حيث دخلت مرحلة السيطرة على أكثر من 80% من البؤر المشتعلة، وبدأت بتنفيذ عمليات التبريد فيما يزيد على عشرة مواقع، بهدف منع تجدد النيران وضمان استقرار الوضع الميداني.
ويشهد ريف اللاذقية منذ عدة أيام حرائق واسعة امتدت إلى مساحات حراجية وزراعية في مناطق جبل التركمان وجبل الأكراد، ما استدعى تدخل فرق الإطفاء والدفاع المدني لإخماد النيران وحماية التجمعات السكنية المجاورة.
وأفادت مصادر محلية بأن الحرائق، التي اشتدت بفعل الرياح القوية والتضاريس الوعرة، طالت قرى عديدة منها القصب، الريحانية، القرامة، غمام، والبهلوية، الأمر الذي دفع السلطات إلى إجلاء عائلات من منازلها حفاظاً على سلامتها.
وأشار مسؤولو الدفاع المدني إلى أن طبيعة المنطقة الجبلية حالت دون وصول الآليات إلى بؤر الاشتعال، كما شكّلت الألغام والذخائر غير المنفلقة خطراً إضافياً على فرق الإطفاء. وقد نُفّذت عمليات تبريد لعدد من المواقع بعد السيطرة عليها، فيما لا تزال بؤر أخرى مشتعلة حتى الآن.
وخلال عمليات الإطفاء، نعى الدفاع المدني أحد عناصره، الشاب علاء جناورو، الذي فارق الحياة متأثراً بإصاباته بالحروق، في حين سُجّلت إصابات أخرى في صفوف العناصر بحالات اختناق وحروق متفاوتة. كما تسبب الدخان الكثيف في نقل عدد من السكان إلى أقسام العناية المركّزة نتيجة الاختناق.
وللتعامل مع الحريق، جرى الاستعانة بآليات ثقيلة لفتح خطوط نيران وطرق جديدة لتسهيل تحرك الفرق، إضافة إلى إرسال مؤازرات من محافظات أخرى مثل دمشق وحلب وإدلب. ومع ذلك، يبقى خطر تجدد الحرائق قائماً بسبب شدة الجفاف وندرة مصادر المياه.
تعكس هذه التطورات حجم الجهود المبذولة للسيطرة على الكارثة، وتكشف في الوقت ذاته عن الحاجة إلى خطط استجابة متكاملة وموارد إضافية، من شأنها تعزيز قدرات فرق الإطفاء والحد من الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن مثل هذه الحرائق واسعة النطاق.