تقارير و تحقيقات

عبد الرحمن عماجو… ضمير إنساني يقاوم من أجل الكرامة والحرية

سعيد محمد – مراسلين

روما – عبد الرحمن عماجو، اسم بات يُتداول اليوم في الأوساط الحقوقية والإعلامية كرمزٍ للنزاهة والمقاومة الأخلاقية في وجه الظلم. هذا الناشط المغربي المقيم في إيطاليا كرّس حياته للدفاع عن العدالة وحقوق الإنسان والحوار بين الثقافات، مجسّدًا قيم التضامن الدولي في أبهى صورها.

مناضل من أجل الكرامة والعدالة

وُلد عماجو في المغرب، وانتقل إلى إيطاليا حيث انخرط منذ شبابه في العمل السياسي والاجتماعي، من خلال صفوف اليسار الديمقراطي الإيطالي، وشغل عضوية المجلس البلدي لمدينته. عُرف بوفائه لمبادئه، وبصوته الثابت في الدفاع عن المستضعفين، أينما كانوا.
طوال مسيرته، شارك في العديد من المبادرات والمشاريع التي هدفت إلى تعزيز التعاون والحوار بين الثقافات، وإلى بناء جسور إنسانية تتجاوز الحدود والانتماءات.

رئيس أكشن إيد إيطاليا

في عام 2025، تم انتخاب عبد الرحمن عماجو رئيسًا لمنظمة “أكشن إيد إيطاليا”، إحدى أبرز المنظمات الدولية العاملة في مكافحة الفقر والظلم والدفاع عن حقوق الإنسان. هذا المنصب شكّل تتويجًا لمسيرة طويلة من الالتزام والمصداقية، واعترافًا بمكانته بين أبرز المدافعين عن العدالة الاجتماعية في أوروبا.

أسطول الصمود نحو غزة

في العام نفسه، قرّر عماجو الانضمام إلى أسطول الصمود المتجه نحو غزة، في مبادرة رمزية وإنسانية تهدف إلى كسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني.
لكن الرحلة تحولت إلى مواجهة مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، إذ قامت القوات الإسرائيلية باعتراض السفينة في المياه الدولية، واقتادت المشاركين إلى داخل الأراضي المحتلة.

عبد الرحمن عماجو رفض التوقيع على وثيقة تُجبره على الاعتراف بأنه “دخل إسرائيل بطريقة غير قانونية”، معتبراً أن ذلك خضوع لإجراء غير شرعي وانتهاك لكرامته كمواطن وناشط إنساني. ومنذ ذلك الحين، لا يزال محتجزًا في السجون الإسرائيلية.

رمز للمقاومة الأخلاقية

موقف عماجو لقي تضامنًا واسعًا من منظمات المجتمع المدني وناشطي حقوق الإنسان في أوروبا والعالم العربي، الذين يرون في اعتقاله انتهاكًا للقانون الدولي واستهدافًا لصوتٍ حرٍّ يطالب بالعدالة.
بالنسبة للكثيرين، لم يعد عماجو مجرد ناشط، بل رمزًا للمقاومة الأخلاقية والوفاء للمبادئ الإنسانية التي تؤمن بأن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع بالكرامة والإصرار.

قضية يجب أن تُسمع

قضية عبد الرحمن عماجو تتجاوز حدود شخصه، فهي تعبير عن الصراع بين الضمير الإنساني ومنظومة القهر. إنها دعوة للعالم الحرّ لأن يصغي إلى صوت العدالة والكرامة، ولأن يدافع عن من يقف في وجه الظلم دون تراجع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews