اندلاع مواجهات جديدة بين قوات طالبان والجيش الباكستاني تسفر عن مقتل ستة جنود باكستانيين

علي زم – مراسلين
أسفرت جولة جديدة من الاشتباكات بين قوات حكومة طالبان في أفغانستان والجيش الباكستاني عن مقتل ما لا يقل عن ستة جنود باكستانيين، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز» يوم الأربعاء 15 أكتوبر عن مسؤولين باكستانيين.
من جانبها، ذكرت وكالة «فرانس برس» نقلاً عن مسؤولين في حكومة طالبان أن المواجهات الجديدة على الحدود بين أفغانستان وباكستان أودت بحياة ما لا يقل عن 15 مدنياً وأدت إلى إصابة عشرات آخرين، في حين قالت باكستان إن القتلى ينتمون إلى حركة طالبان.
وقد تصاعدت حدة التوتر والعنف بين الجارتين منذ الأسبوع الماضي، بعد أن هزّ انفجاران العاصمة الأفغانية كابول، حيث حمّلت طالبان باكستان المسؤولية عنهما.
وفي خطوة انتقامية، شنّت حكومة طالبان عملية هجومية في أجزاء من حدودها الجنوبية، الأمر الذي أثار ردّ فعل قوي من جانب إسلام آباد.
وبحسب التقارير، فقد سقط عشرات القتلى من الجانبين خلال عطلة نهاية الأسبوع، واستؤنفت الاشتباكات الدامية بين القوات العسكرية فجر الأربعاء.
وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حكومة طالبان، إن القوات الباكستانية «هاجمت مجدداً» الأراضي الأفغانية مستخدمة «أسلحة خفيفة وثقيلة». وأوضح في بيان أن 12 مدنياً قُتلوا وأُصيب 100 آخرون، دون أن يذكر شيئاً عن خسائر القوات العسكرية أو الأمنية.
وذكر سكان المناطق الحدودية الأفغانية أن القذائف والرصاص أصابت منازل المدنيين في منتصف الليل، وأدت إلى إيقاف جميع الأعمال التجارية في المنطقة وفرار عدد كبير من الأهالي.
وتتهم إسلام آباد كابول بإيواء جماعات مسلّحة يقودها تنظيم «تحريك طالبان باكستان»، وهو ما تنفيه حكومة طالبان.
وقال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف أمام البرلمان يوم الخميس الماضي إن بلاده حاولت مراراً إقناع طالبان الأفغانية بوقف دعمها لتنظيم «تحريك طالبان باكستان»، لكنها لم تنجح.
وتتهم باكستان تنظيم «تحريك طالبان باكستان» – الذي تلقّى تدريبات عسكرية في أفغانستان ويقول إنه يتبنى أيديولوجيا مشتركة مع طالبان – بقتل مئات الجنود الباكستانيين منذ عام 2021.
وجاءت تفجيرات الأسبوع الماضي في أفغانستان بالتزامن مع زيارة غير مسبوقة أجراها دبلوماسي رفيع من حكومة طالبان إلى الهند، الخصم الإقليمي الأكبر لباكستان.
وقالت تقارير إن مولانا فضل الرحمن، زعيم حزب «جمعية علماء الإسلام» الباكستاني، طرح يوم الثلاثاء مبادرة للوساطة بين أفغانستان وباكستان.
وقال فضل الرحمن، الذي يُعتقد أنه يتمتع بنفوذ لدى طالبان، خلال مؤتمر صحفي في إسلام آباد، إنه سبق أن ساهم في تخفيف التوتر بين كابول وإسلام آباد، وإنه مستعد الآن للقيام بالدور نفسه من جديد.