أنس الشيخ أحمد – مراسلين
أكد رئيس الوزراء العراقي أن سفارتَي العراق وسوريا في بغداد ودمشق تمارسان عملهما بشكل طبيعي، وتقدمان مختلف الخدمات القنصلية والإنسانية للمواطنين، مشيرًا إلى استمرار التعاون والتنسيق الأمني بين البلدين في عدد من الملفات الحيوية.
وأوضح رئيس الوزراء في تصريح صحفي أن بغداد ودمشق تواصلان العمل المشترك لمتابعة نشاط عصابات تنظيم “داعش” الإرهابي، وتبادل المعلومات بشأن مكافحة شبكات تهريب المخدرات والجريمة المنظمة على الحدود المشتركة، بما يضمن تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وشدد المسؤول العراقي على أن بلاده تولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات مع سوريا في مختلف المجالات، خصوصًا في الجوانب الأمنية والاقتصادية، مؤكدًا أن التنسيق بين الجانبين يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهداف مشتركة تصب في مصلحة الشعبين الشقيقين.
وأشار إلى أن العراق ينظر إلى الاستقرار في سوريا بوصفه جزءًا من أمنه الوطني والإقليمي، لافتًا إلى وجود تنسيق دائم بين الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في البلدين لتبادل المعلومات حول تحركات الخلايا الإرهابية في المناطق الحدودية، خصوصًا في البادية السورية والمناطق القريبة من الأنبار ونينوى.
يُعد هذا التصريح تأكيدًا جديدًا على عودة الحرارة إلى العلاقات السورية – العراقية بعد سنوات من التوتر الذي فرضته ظروف الحرب، ويعكس رغبة الطرفين في تعزيز التنسيق الأمني والاقتصادي لمواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها الإرهاب وملف تهريب المخدرات.
ويرى مراقبون أن هذا التعاون يمثل خطوة استراتيجية نحو استعادة الدور الإقليمي للعراق وسوريا معًا، ضمن مسار سياسي جديد يتجه إلى توحيد الجهود لمكافحة التنظيمات المسلحة ومنع تمددها عبر الحدود. كما يشير إلى انفتاح متزايد في العلاقات العربية – العربية، خاصة بعد استعادة سوريا مقعدها في جامعة الدول العربية.
ويؤكد التصريح في مضمونه أن المرحلة المقبلة قد تشهد تنسيقًا أوسع في الملفات الاقتصادية والطاقة والنقل، بما يسهم في دعم مشاريع إعادة الإعمار وفتح المعابر التجارية، وهو ما يعزز مكانة بغداد ودمشق كشريكين أساسيين في استقرار المشرق العربي.
