ريتا الأبيض – مراسلين
بيروت – لبنان – أعاد تصريح المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط توماس باراك اليوم الأحد إشعال الجدل في لبنان، بعدما وصف البلاد بأنها “دولة فاشلة بكل المقاييس”، في إشارة إلى عجز مؤسساتها عن إدارة شؤون الناس واستمرار الأزمات التي تثقل حياة المواطنين منذ سنوات.
الحديث جاء خلال مشاركته في منتدى “حوارات المنامة” في البحرين صباح اليوم، حيث قال باراك إن “لبنان بات نموذجًا للدولة التي فقدت قدرتها على القرار، وغرقت في شبكة من الفساد والانقسام”، داعيًا المجتمع الدولي إلى “إعادة التفكير في كيفية دعم الشعب اللبناني بدل مؤسساته العاجزة”، على حدّ تعبيره.
لكن في الشارع اللبناني، للناس، رأي آخر.
“نحنا مش فاشلين… نحنا تعبنا من الفاشلين اللي حاكمينا.”
تقول هالة (26 عامًا)، طالبة جامعية من بيروت، وهي تقف في طابور أمام محطة الوقود، فيما ابتسامتها المرهقة تختصر وجع جيلٍ كامل.
وفي طرابلس، يجلس أبو وائل أمام متجره الصغير المغلق منذ أسابيع بسبب تراجع المبيعات، ويقول بصوتٍ حزين:
“الفشل مو بالناس… الفشل إنو المواطن عم يشتغل ليل نهار وما عم يلاقي لقمة يأكلها.”
تصريح باراك أثار ردود فعل غاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ كتب كثيرون أن “لبنان أُفشِل عمداً بفعل الطبقة السياسية والفساد، وليس بسبب شعبه”. بينما رأى آخرون أن كلام المبعوث الأميركي “مرآة قاسية لكنها واقعية لواقع دولة فقدت تماسكها”.
في المقابل، دعا محللون لبنانيون إلى قراءة التصريح “كجرس إنذار”، مشيرين إلى أن استمرار الشلل السياسي وغياب الإصلاحات الاقتصادية يُغذّيان هذا الانطباع الدولي عن فشل الدولة.
وفي النهاية، يبقى اللبنانيون – رغم كل شيء – متمسكين بأمل صغير.
“لبنان ما بيموت… بيتعب، بينزف، بس ما بيموت.”
كلمات قالها فادي، شاب من صيدا، وهو يرفع علم لبنان على شرفته المطلة على شارع يغمره العتمة.
