أخبارتقارير و تحقيقات

الصراع في غرب القارة السمراء … ترامب وأنابيب الغاز

مولود سعدالله – مراسلين

تهديد ترامب لنيجيريا ، صراع الصحراء الغربية والاهتمام بالعلاقات الجزائرية المغربية ، الوجود الروسي هل كل ذلك له علاقة بأنابيب الغاز الكبرى ؟!

تشهد منطقة شمال وغرب إفريقيا تقاطعات سياسية و اقتصادية حساسة ، تهديد ترامب لنيجيريا لا يمكن فهمه بمعزل عن الاهتمام الأمريكي بالعلاقات بين الجزائر والمغرب ، ولا عن الوضع في مالي والتواجد الروسي المتنامي هناك، خصوصا مع المشاريع الطاقوية الحيوية مثل أنبوب الغاز النيجيري الجزائري و كذا النجيري المغربي.

هجوم ترامب على نيجيريا

ترامب أطلق تهديده بشكل مفاجئ ، إجراءات عسكرية محتملة ضد نيجيريا بسبب ما وصفه بـ«قتل المسيحيين» الولايات المتحدة صنفت نيجيريا كـ«بلد يثير قلقا خاصا» بينما الحكومة النيجيرية ردت بأن العنف موجود لكنه لا يميز بين مسيحيين ومسلمين وأن دستور البلاد يحمي الحريات .
لكن ما وراء هذا التهديد ليس مجرد قضية حقوقية بل أمن استراتيجي قد يكون مرتبط بمشاريع الغاز الكبرى التي تمر عبر نيجيريا نحو النيجر والجزائر، وكذا الانبوب الذي يمر عبر دول الغرب الافريقي الساحلية إلى المغرب وربما هذا ما يبرر متابعة واشنطن عن كثب كما يرى محللون.

الاهتمام الأمريكي بالعلاقات الجزائرية المغربية

المغرب حليف أمني واستراتيجي للولايات المتحدة واعتراف ترامب السابق بمغربية الصحراء عزز هذا الدعم ، الجزائر شريك مهم في الطاقة والأمن الإقليمي خصوصا في ظل مشاريع الغاز التي تصل أوروبا عبر أراضيها.
أي توتر حول الصحراء الغربية أو بين الجزائر والمغرب يراقبه الأمريكيون بدقة لأن استقرار خطوط الغاز ومرونتها مرتبطة مباشرة بهذا النزاع.

التواجد الروسي

مالي تعيش اضطرابات متكررة وجماعات مسلحة ناشطة في الساحل والصحراء الكبرى ، التواجد الروسي هناك من خلال شركات أمن خاصة وتدريب عسكري يزيد تعقيد أي مشروع طاقوي، مثل خط الغاز النيجيري الجزائري المار بالنيجر، يصبح حساسا أمنيا ، المستثمرون الأمريكيون والأوروبيون يراقبون الوضع عن كثب، لأن أي تهديد في الساحل قد يقطع الممر الحيوي للغاز، ويؤثر على أسعار الطاقة وأمن التوريد.

ماهو أنبوب نيجيريا–النيجر–الجزائر (TSGP)

هدفه ضخ 20‑30 مليار متر مكعب سنويا من الغاز الطبيعي إلى أوروبا ،
يمر عبر مناطق تعاني من اضطرابات أمنية، ما يجعل تأمينه أولوية استراتيجية للجزائر وشركائها ،
يشكل الأنبوب بطاقة جيوسياسية للجزائر ويعزز موقعها كموصل رئيسي للطاقة نحو أوروبا.

مشاريع الغاز نحو المغرب

المغرب يسعى إلى مشاريع LNG وربط الغاز النيجيري، لتأمين استقلاله الطاقوي وتوسيع نفوذه في المنطقة.

هذه المشاريع أقل نضجا من TSGP، لكنها تشير إلى التنافس الإقليمي بين الجزائر والمغرب على الدور الطاقوي والسياسي.

تهديد ترامب لنيجيريا و النزاع الجزائري المغربي والاضطرابات في مالي ليست أحداثا منفصلة، بل مرتبطة بمصالح الطاقة الأمريكية والأوروبية، أي تصعيد سياسي أو أمني في نيجيريا أو الساحل قد يؤثر مباشرة على خطوط الغاز الحيوية.
التواجد الروسي في مالي يزيد من تعقيد المشهد ، ويجعل مراقبة المنطقة ضرورة حقيقية للحفاظ على مصالح الطاقة والأمن الإقليمي.

الذي قد يمكن استنتاجه من نيجيريا إلى المغرب والجزائر ومالي، كل الأحداث مرتبطة بالغاز والسياسة والأمن ، تهديد ترامب قد يكون ظغط أو رسالة سياسية مرتبطة بأمن الطاقة ومصالح الحلفاء.
الصراع الجزائري المغربي حول الصحراء الغربية وتنافس مشاريع الغاز يوضح أن النفوذ الاقتصادي والسياسي متشابك ، مالي والتواجد الروسي يشكلان عامل ضغط إضافي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews