أخبار

لبنان بين التهديد والتحذير… إسرائيل تستعد لسيناريو الحرب الشاملة

ريتا الأبيض – مراسلين

تشهد الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية توترًا متصاعدًا منذ أيام، وسط تحذيرات متبادلة وتصريحات تنذر بمرحلة جديدة من التصعيد العسكري، في وقت تتزايد فيه المخاوف من اندلاع مواجهة واسعة النطاق قد تعيد المنطقة إلى أجواء الحرب المفتوحة.

تصعيد ميداني وتحذيرات متكرّرة

تزامن التصعيد الأخير مع سلسلة من الغارات الإسرائيلية المحدودة التي استهدفت مناطق حدودية في الجنوب اللبناني، تخللتها عمليات قصف مدفعي متقطعة وردود من الجهة اللبنانية، ما أدى إلى ارتفاع منسوب التوتر في البلدين.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر عسكرية قولها إنّ الجيش الإسرائيلي رفع من جاهزيته القتالية على طول الحدود الشمالية، وأجرى مناورات ميدانية تحاكي “سيناريوهات مواجهة مع حزب الله”، معتبرًا أنّ الوضع الراهن “أكثر حساسية من أي وقت مضى منذ حرب تموز 2006”.

وفي المقابل، التزمت المقاومة في لبنان موقف الحذر والترقّب، من دون أن تصدر مواقف رسمية تؤكد أو تنفي مشاركتها في أي اشتباكات محدودة، في حين نقلت مصادر أمنية لبنانية أنّ الجيش اللبناني كثّف من دورياته في عدد من القرى الجنوبية تحسبًا لأي تطور ميداني مفاجئ.

رسائل إسرائيلية مشفّرة وتهديدات واضحة

في سياق متصل، كشفت هيئة البث الإسرائيلية أنّ القيادة السياسية والعسكرية في تل أبيب أبلغت حلفاءها الغربيين باستعدادها لكل السيناريوهات الممكنة، بما فيها خيار “الضربة الاستباقية” في حال استمرار ما وصفته بـ”التهديدات المتزايدة من الشمال”.
وأشار التقرير إلى أنّ إسرائيل تعمل على تنسيق المواقف مع الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية تحسبًا لتطور الأوضاع ميدانيًا، مشيرًا إلى أنّ “الجيش الإسرائيلي أنهى استعداداته لتنفيذ عمليات سريعة ودقيقة في العمق اللبناني إذا تطلّب الأمر”.

كما نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤول عسكري إسرائيلي كبير قوله:

“لن نسمح لحزب الله بتغيير قواعد اللعبة. إذا لم يتم احتواء الموقف سياسيًا، فإن الرد سيكون عسكريًا وشاملًا.”

الوضع اللبناني في عين العاصفة

في الداخل اللبناني، تتزايد المخاوف الشعبية والسياسية من انزلاق البلاد إلى مواجهة جديدة، في وقت يواجه فيه لبنان أزمات اقتصادية ومالية خانقة تجعل أي حرب جديدة كارثية على جميع المستويات.
ويرى مراقبون أن الانقسام السياسي الحاد داخل لبنان حول العلاقة مع حزب الله وطبيعة الرد على التهديدات الإسرائيلية يضعف الموقف الرسمي اللبناني، ويجعل البلاد في موقع دفاعي أمام أي تطور ميداني.

كما حذّر محللون من أن أي خطأ في التقدير أو سوء في قراءة الموقف العسكري قد يشعل مواجهة مفتوحة لا يمكن احتواؤها بسهولة، خصوصًا في ظل تراجع الوساطات الدولية وتقلّص هوامش الدبلوماسية الإقليمية.

السيناريوهات المقبلة

بحسب مصادر عسكرية في المنطقة، فإنّ الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار الأحداث، إذ تعتمد إسرائيل على استراتيجية الضغط العسكري والإعلامي المتواصل لدفع الأطراف اللبنانية إلى اتخاذ مواقف أكثر حذرًا، في حين تراهن المقاومة على “توازن الردع” لعدم السماح بتغيير قواعد الاشتباك.

وفي ظل هذا المشهد المعقّد، يبقى الجنوب اللبناني على فوهة بركان، وسط ترقب محلي وإقليمي ودولي لأي إشارة قد تشي بأن ساعة الصفر باتت أقرب من المتوقع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews