اليمن

تصعيد حوثي تجاه السعودية بعد إعلان اعتقال شبكة تجسس لصالح الموساد..ما القصة؟

أمل صالح – مراسلين

صنعاء- أعلنت وزارة الداخلية التابعة لجماعة أنصار الله الحوثيين عن «عملية نوعية» أسفرت عن اعتقال شبكة تجسّس زعمت أنها تابعة لغرفة عمليات مشتركة بين المخابرات الأمريكية (CIA) والموساد الإسرائيلي والمخابرات السعودية، ومقرّها في الأراضي السعودية.

وادعت الوزارة في بيان نشر السبت، أن الشبكة تلقّت أجهزة وتدريبًا من ضباط أمريكيين وإسرائيليين وسعوديين، وأنها كانت تقوم برصد بنىً تحتية ومواقع عسكرية ومدنية، كما ساهمت بتمرير إحداثيات استُخدمت في استهداف قيادات ومدن يمنية.

Lavc58.96.100

ربط البيان تأسيس الغرفة المشتركة بتصعيد العدوان تجاه الجماعة ومحاولة وقف دعم اليمن للقضية الفلسطينية، حيث جاء في نصّه: «إن تشكيلَ الغرفةِ الاستخباراتية المشتركةِ بينَ العدوِّ الأمريكيِّ والإسرائيليِّ والسعوديِّ، وتجنيدَ أكبرِ عددٍ من الخلايا التجسسية، أتى في ظلِّ التصعيدِ والعدوانِ على اليمن؛ لمحاولةِ إيقافِ عملياته العسكرية، ومواقفه الرسمية والشعبية المساندة لإخواننا في غزة ولمظلوميتهم، والداعمة لحقِّ الشعبِ الفلسطيني وقضيتِه العادلة».

وبثّت الجماعة مقاطع فيديو لاعترافات أشخاص، معظمهم موظفون أمميون يعملون في منظمات الإغاثة، قالت إنهم متورطون في شبكة التجسّس التي تمّ اعتقال عناصرها مؤخرًا.

رواية مفبركة
من جهتها، اتهمت الحكومة المعترف بها دوليًا، الحوثيين بفبركة قصة شبكة التجسّس، واعتبرت أن ما طُبِعَ من اعترافات قسرية يُستخدم «للتغطية على فشل الميليشيا وتصفية خصومها الداخليين».

وصرّح معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة المعترف بها، بأن «ميليشيا الحوثي تنسج روايات مفبركة وتلفق اعترافات قسرية للتضحية بالمواطنين البسطاء في محاولة لتحقيق أهداف سياسية وأمنية، وتبرير حملات التنكيل بحق المدنيين في مناطق سيطرتها». وأضاف أن «الاعترافات المفبركة التي بثّتها الميليشيا كانت ركيكة ومليئة بالتناقضات، وجاءت بهدف الدعاية الإعلامية وترويع المواطنين لا أكثر»، مؤكّدًا أن هذه الأساليب تكشف الارتباك والانقسام داخل الجماعة وتخبطها أمام تصاعد السخط الشعبي ضدها. وختم بالتأكيد على أن «المسرحيات الحوثية المكررة لن تنطلي على اليمنيين»، داعيًا المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الانتهاكات والضغط لوقف جرائم الميليشيا بحق المدنيين.

حرب وجودية مع السعودية
برز في بيان وزارة الداخلية اتهام واضح للسعودية بالتعاون مع المخابرات الأمريكية والموساد بإدارة شبكة تجسّس مقرّها السعودية، وذلك بينما أعلن محمد عبدالسلام ، الناطق الرسمي لأنصار الله، قبل ايام استئناف المفاوضات التي تقودها سلطنة عُمان بين السعودية والجماعة، برعاية أممية، بهدف التوصل إلى سلام بناء على خارطة الطريق المسلّمة للأمم المتحدة والمتفق عليها بين الطرفين.

كما أشار عبدالسلام إلى أن المحتجزين الأممين لدى الجماعة «لا داعي لوجودهم بدون مسوغ قانوني»، لكنه قال إن الأدلة تثبت تورطهم في أنشطة تجسسية تحت غطاء العمل الإنساني، وفق تغريدة له على منصة إكس.

وتجلى تصعيد الخطاب الحوثي تجاه السعودية في تصريحات قادة الجماعة؛ فقد أعلن عضو المكتب السياسي ومحافظ ذمار، محمد البخيتي، أن «الحرب بين اليمن والسعودية لم تعد حربًا حدودية بل وجودية»، متهمًا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بـ«إشعالها بمغامراته العسكرية».

وجاءت تصريحات البخيتي عقب إعلان الجماعة عن «الخلية التجسسية» التي اتهمت السعودية بالمشاركة فيها.

سخرية واستنكار
لاقى بيان وزارة الداخلية والاعترافات المنشورة سخرية وانتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصفتها وسائل إعلام وناشطون بأنها «مسرحية هزلية” دُبّرت لأغراض أخرى.

واعتبر بعض الناشطين أن من ظهر في الفيديوهات يتحدثون من مواقع مفصولة عن الواقع، وأن الخطاب بدا معدًّا للقراءة تحت الضغط والتهديد عبر جهاز «أوتوكيو»، فيما تداول آخرون مقتطفات ساخرة استهجنوا فيها مشاهد الاعترافات وطريقة تقديمها، مطالبين بالإفراج عن المعتقلين الذين وصفوهم بالأبرياء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews