الساحل السوري ما بين جمال الطبيعة وتحديات المعيشة

عبدالله حسن زيد- مراسلين
يُعدّ الساحل السوري، الذي يمتد على شاطئ البحر الأبيض المتوسط ويضم مدنًا رئيسية مثل اللاذقية وطرطوس وبانياس وجبلة، واجهة البلاد البحرية الوحيدة وأحد أهم أقاليمها الزراعية والسياحية. لكنه يواجه حاليًا تحديات كبيرة تؤثر على حياة سكانه واقتصاده.
بماذا يشتهر الساحل السوري؟
يشتهر الساحل السوري بالأهمية الجغرافية والاقتصادية: هو المنفذ البحري الرئيسي لسوريا ويضم موانئ مهمة (اللاذقية وطرطوس) ومصفاة النفط في بانياس، مما ينعش فيه اقتصاد الخدمات مثل تخليص البضائع والنقل.
الطبيعة الخلابة: يتميز بتنوع طبيعي فريد يجمع بين الشاطئ والجبال المغطاة بالغابات والينابيع، ويضم قرى اصطياف ذات مناظر خلابة مثل صلنفة وكسب ورأس البسيط ومشتى الحلو.
التاريخ والآثار: غني بالمعالم التاريخية التي تعود لحضارات قديمة، مثل أوغاريت التي تعد أول أبجدية في التاريخ ،قلعة صلاح الدين الأيوبي التي تعد من أهم الحصون، وآثار عمريت التي تضم معابد ومدافن صخرية.
الزراعة: يعد إقليماً زراعياً مهماً، وتشتهر المنطقة بمنتجات مثل زيت الزيتون والحمضيات
كيف يعيش الناس وبماذا يعملون؟
تعتمد معيشة السكان تقليديًا على:
القطاع الخدمي: النشاطات المرتبطة بالموانئ والتجارة والترانزيت والوظائف الحكومية.
الزراعة: زراعة الحمضيات والزيتون والمحاصيل الزراعية الأخرى مثل الخضراوات الموسمية التي تحتاج بيئة دافئة، بالإضافة إلى عودة الاهتمام بتربية المواشي
السياحة: كانت مصدر دخل مهم، خاصة في موسم الاصطياف.
الصناعات الحرفية والمنزلية: مثل صناعة السفن التقليدية في جزيرة أرواد. الأوضاع المعيشية الحالية تعتبر الأوضاع المعيشية صعبة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد عموماً. تراجع الاقتصاد: على الرغم من أهميته الاستراتيجية، تراجعت السياحة بشكل كبير بسبب عدم الاستقرار الأمني، وضعف الاستثمار في هذا القطاع الحيوي.
الفقر والتحديات
يعيش العديد من السكان، حتى في المناطق التي كانت تُعدّ غنية مثل جزيرة أرواد، في فقر ومشقة نتيجة الأزمة الاقتصادية وتدهور الخدمات.
البطالة: يشير تقرير إلى أن تغير التركيب العمري للسكان وارتفاع نسبة القوة العاملة، ساهم في نمو قوة العمل بشكل أكبر من النمو السكاني، مما أدى إلى ارتفاع حجم البطالة.
التحديات في الزراعة: يواجه القطاع الزراعي تحديات مثل أزمة المياه وارتفاع تكاليف الإنتاج.
المشاريع التنموية المقترحة لتحسين الأوضاع وتحقيق التنمية المستدامة، تشير الآراء والتوصيات إلى أهمية المشاريع التالية:
الاستثمار السياحي المنظم: إعادة تأهيل وتطوير القطاع السياحي بضوابط تحكم الاستثمار، لكونه قطاعاً يمكن أن يكون له دور محوري في الاقتصاد.
الزراعة الذكية والتصنيع الغذائي: التحول نحو الزراعة الذكية والعضوية لتعويض نقص المياه وارتفاع التكاليف. إنشاء مشروعات تصنيع غذائي صغيرة قائمة على المحاصيل المحلية (زيت الزيتون، المربيات، الأعشاب الطبية) لتصديرها أو تسويقها محليًا.
دعم مشاريع الشباب الريادية: توفير التمويل الصغير والتدريب للشباب لإنشاء مشروعات ريادية صغيرة مثل تربية النحل والدواجن العضوية والمشاتل الزراعية وتدوير المخلفات والأعمال الحرفية.
بناء شراكة بين الدولة والمجتمع: التركيز على التنمية المحلية وإشراك المجتمعات المحلية في اتخاذ القرارات التنموية لضمان نجاح المشاريع واستدامتها، وتفكيك مركزية القرار.




