عربي و دولي

أنقرة وواشنطن تتوافقان على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا

ريتا الأبيض – مراسلين

أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن الولايات المتحدة بدأت تُبدي تفهمًا أكبر للموقف التركي حيال الملف السوري، مشددًا على أن واشنطن تشارك أنقرة القناعة بضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومنع أي تقسيم أو انفصال جغرافي يهدد استقرار المنطقة.

وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركية، أوضح فيدان أنه أجرى محادثات مطوّلة مع نظيره السوري وعدد من المسؤولين الأميركيين خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، حيث تركزت النقاشات على التطورات الميدانية في سوريا وقطاع غزة، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وأشار الوزير التركي إلى أن محادثاته مع الجانب الأميركي عكست “تحولًا ملموسًا في الموقف الأميركي” تجاه مستقبل سوريا، مضيفًا:

“لمسنا من واشنطن تفهمًا متزايدًا لوجهة نظرنا بشأن ضرورة بقاء سوريا موحدة ومستقرة، بعيدًا عن أي مشاريع تقسيم أو كيان منفصل شرق الفرات.”

لقاءات رفيعة المستوى
وكشف فيدان أن جدول لقاءاته في العاصمة الأميركية شمل اجتماعًا مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونائب الرئيس ج. دي فانس، إضافة إلى عدد من المبعوثين الأميركيين بينهم ستيف ويتكوف وتوم براك، حيث جرى بحث أبعاد الملف السوري وتداعيات الحرب في غزة على المنطقة.

ووفق ما نقلته مصادر تركية مطلعة، فإن أنقرة شددت خلال الاجتماعات على رفضها لأي كيان انفصالي في الشمال السوري، وعلى ضرورة تعزيز التعاون الدولي لضمان انسحاب المجموعات المسلحة غير الشرعية، مع دعم العملية السياسية ضمن مسار جنيف.

رسائل تركية واضحة
وفي تصريحات لاحقة لوسائل إعلام تركية، شدد فيدان على أن بلاده “لن تسمح بفرض واقع جديد في سوريا يتعارض مع مصالح الشعب السوري أو الأمن القومي التركي”، مؤكدًا أن بلاده مستعدة للعمل مع واشنطن وشركاء إقليميين لتحقيق تسوية سياسية شاملة تحفظ وحدة الدولة السورية.

كما لفت الوزير التركي إلى أن أنقرة تعمل على التنسيق الميداني والإنساني مع عدد من الأطراف الفاعلة لتفادي أي تصعيد عسكري جديد، مشيرًا إلى أن أي زعزعة في الشمال السوري ستنعكس سلبًا على الأمن الإقليمي برمته.

إشارة إلى لقاء مرتقب
وختم فيدان حديثه بالإشارة إلى اجتماع محتمل بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس السوري أحمد الشرع، في إطار مساعٍ دبلوماسية تهدف إلى “تثبيت تفاهمات أولية حول وحدة الأراضي السورية وإطلاق مسار إعادة الإعمار”.

وأكد أن بلاده “ترحّب بأي جهود بناءة تصبّ في هذا الاتجاه”، معربًا عن أمله بأن تسهم هذه اللقاءات في وضع حدّ نهائي للأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من عقد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews