ريتا الأبيض – مراسلين
أثار تقرير بثّته وسائل إعلام إسرائيلية موجة من الجدل بعد حديثه عن أصوات لبنانية بدأت تُبدي مواقف علنية مؤيّدة للتطبيع مع إسرائيل، في خطوة وُصفت بأنها “غير مسبوقة” داخل بلدٍ ما زال رسميًا في حالة عداء مع تل أبيب.
وقالت قناة “إسرائيل نيوز 24” إنّ عدداً من الإعلاميين اللبنانيين عبّروا مؤخرًا عن مواقف تدعو إلى “السلام بين لبنان وإسرائيل”، معتبرين أنّ “اليهود هم أقدم ديانة في العالم، ولهم حق تاريخي في الأرض”، بحسب ما نقلت القناة.
ومن بين هذه المواقف، برزت تصريحات الصحافي اللبناني رامي نعيم الذي قال إنّه “يتمنى توقيع اتفاقية سلام بين لبنان وإسرائيل في القصر الجمهوري”، مقترحًا أن يحضرها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ومعتبرًا أنّ “الأمن الحقيقي للبنان لن يتحقق إلا عبر اتفاق واضح مع إسرائيل”.
ووفق القناة الإسرائيلية، فإنّ هذه المواقف “لا تُسمع كل يوم في لبنان”، مشيرة إلى أنّها لقيت ترحيبًا حذرًا في الأوساط الإسرائيلية، كونها تمثل تحولًا نادرًا في الخطاب العام داخل بلدٍ لطالما عُرف برفض أي علاقة مع الدولة العبرية.
وفي تعليق على هذه التصريحات، قال المحلل الإسرائيلي عوزي رابي إنّ “ظهور أصوات كهذه في لبنان يُعدّ ظاهرة غير مألوفة، وإذا جرى الحد من نفوذ حزب الله، فإن ملامح المنطقة بأكملها قد تتغيّر.”
من جانبه، رأى المعلق الإسرائيلي إيلي أوحانا أن هذه المواقف “لا تعني بالضرورة محبة لإسرائيل، لكنها تعبّر عن إدراك متزايد لواقعٍ جديدٍ في الشرق الأوسط، واقع تحكمه المصالح الاقتصادية والسياسية لا الشعارات.”
وأشارت وسائل إعلام عبرية أخرى إلى أنّ النقاش حول هذه الظاهرة في لبنان ما زال محدودًا، لكنه يعكس بوادر تحوّل في المزاج العام، خاصةً في ظلّ الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها البلد، والتي دفعت بعض الأصوات إلى الحديث عن ضرورة “فتح قنوات تواصل مع الجميع” كجزء من مقاربة جديدة للأمن والاستقرار.
ويرى مراقبون أنّ هذا النقاش، وإن بقي هامشيًا، يعكس تبدّلًا تدريجيًا في الخطاب الإعلامي اللبناني تجاه إسرائيل، لافتين إلى أنّ المرحلة المقبلة قد تشهد تصاعدًا في مثل هذه المواقف، خصوصًا في ظل التحولات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة بعد سلسلة اتفاقات التطبيع التي وقعتها دول عربية في السنوات الأخيرة.
