مصعب محمد – مراسلين
السودان : قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو – في تصريحات لصحفيين- بشأن الهدنة الإنسانية في السودان إن قوات الدعم السريع توافق على أمور و لا تنفذها أبدا.
ودعا روبيو إلى وقف توريد الأسلحة التي تصل للدعم السريع مضيفا إن قوات الدعم السريع تعتمد على الأموال والدعم الخارجيين لأنها تفتقر إلى مرافق تصنيع الأسلحة الخاصة بها، مشيرا إلى أنهما يأتيان “من بعض البلدان ونحن نعرف من هي، وسنتحدث معها بشأن ذلك, ونجعلها تفهم أن ذلك سينعكس بشكل سيئ عليها وعلى العالم إذا لم نتمكن من وقف ما يحدث”.
وأضاف روبيو “نحن نعرف الأطراف المتورّطة. ولهذا السبب هي جزء من الآلية الرباعية إلى جانب دول أخرى. ويمكنني أن أؤكد أنه على أعلى مستويات حكومتنا يتم طرح هذا الملف وممارسة الضغط على الأطراف المعنيّة. لا أرغب في توجيه أصابع الاتهام أو تسمية أي جهة خلال مؤتمر صحفي، لأن ما نريده هو الوصول إلى نتيجة جيدة. يجب أن يتوقّف هذا. فمن الواضح أنهم يتلقّون دعما من الخارج”.
وبحسب موقع مديل إيست آي البريطاني قال مصدر سوداني مطّلع على مكالمة أجراها رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أبلغ البرهان فيها ولي العهد السعودي بأنه لا إمكانية لإنهاء الحرب في السودان من دون ممارسة الولايات المتحدة ضغوطاً على الإمارات. وبحسب المصدر ذاته، فإن محمد بن سلمان أكد للبرهان أنه سيثير هذا الملف مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ومن المتوقع أن يزور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان البيت الأبيض الأسبوع المقبل لمناقشة عدد من الملفات الإقليمية الحساسة من بينها الوضع في السودان.
من جانبها رحبت وزارة الخارجية السودانية- في بيان لها- بتصريحات روبيو الأخيرة بشأن السودان . واعتبرت توجيه الاتهام لقوات الدعم السريع يمهد الطريق لتصحيح وجهة نظر المجتمع الدولي وتطلعت لأن تكون هذه التصريحات بداية لمحاسبة قوات الدعم السريع.
وفي سياق متصل قالت قوات الدعم السريع- في بيان لها- إنها تأسف لكل التصريحات المتحاملة عليها والتي تعتبرها غير منصفة. ووصفت أن التصريحات تكافئ من يرفضون السلام مما يسهم في إطالة أمد الازمة.
ويرى محللون أن تصريحات روبيو الأخيرة تمثل توجه جديد للإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه الأزمة السودانية وأنها تمارس ضغوط صريحة على قوات الدعم السريع والدول التي تدعمها وترى في خطوة وقف امداد الأسلحة المتدفقة للدعم السريع خطوة تساهم في وقف الحرب في السودان.
وتقود الآلية الرباعية التي تضم( السعودية ومصر والإمارات والولايات المتحدة)، جهودا مشتركة من أجل وقف إطلاق النار في السودان، وسبق أن عقدت اجتماعاً على المستوى الوزاري بواشنطن، في سبتمبر /أيلول الماضي، وأكدت “ضرورة بذل كل الجهود لتسوية النزاع المسلح في السودان”، إلى جانب “الضغط على جميع الأطراف لحماية المدنيين والبنية التحتية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين”.
ويشهد السودان حرباً دامية منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أدت لأكبر أزمة إنسانية وأكبر أزمة نزوح في العالم، أسفرت حتى الآن عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 12 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة.
