من يتزعم البيت الأبيض بعد ترامب؟

علي زم – مراسلين
من الذي سيرفع راية دونالد ترامب بعد خروجه من البيت الأبيض؟ هذا السؤال الذي سيواجهه الحزب الجمهوري قريباً، إن لم يكن قد بدأ بالفعل. فترامب يهيمن منذ نحو عقد على التيار المحافظ وأعاد تعريفه من جديد أمام العالم، ولا شك أن خليفته يجب أن يواصل قيم حركة “ماغا” (اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى).
وهنا لمحة أولية عن المشهد المتوقع لسباق الجمهوريين في عام 2028، مع الإشارة إلى إمكانية ظهور مفاجآت غير متوقعة. فبعض الاستراتيجيين يذكّرون بأن كثيراً من الجمهوريين كانوا قد ابتعدوا عن ترامب في مثل هذا الوقت من انتخابات 2024.

وخلال الأشهر المقبلة سنعود إلى هذه القائمة. ما رأيكم؟
الشخصيات البارزة
جي. دي. فانس، نائب الرئيس الأميركي
منذ بدء عمل الإدارة الجديدة، نادراً ما ابتعد فانس عن ترامب. فهو يدافع عن سياسات الإدارة، حتى عندما يعني ذلك تغيير مواقفه السابقة. كما شارك بنشاط في الخلافات مع الديمقراطيين، بما في ذلك قضية إغلاق الحكومة والهجوم على منتقدي تشارلي كيرك بعد وفاته، وهو ما وصفه معارضوه بأنه اعتداء على حرية التعبير.
ويبدو أن الناخبين الجمهوريين يقدّرون هذا النهج. ففي استطلاع أجرته “يوغوف” في سبتمبر، جاء فانس في مقدمة الشخصيات التي يفضل الجمهوريون التصويت لها في 2028. ويبلغ من العمر 41 عاماً، وهو من أصغر نواب الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة.

ماركو روبيو
وزير خارجية ترامب يقف في قلب ملفات السياسة الخارجية الكبرى؛ من مفاوضات السلام في غزة إلى قصف إيران، خطوة أثارت في البداية استياء بعض قواعد “ماغا”، وصولاً إلى التخفيضات المثيرة للجدل في المساعدات الخارجية.
ورغم أن روبيو لا يحظى بشعبية فانس في الاستطلاعات، فإن ترامب يكرره دائماً كخليفة محتمل. وقال ترامب: «ماركو رائع. لو اجتمع هو وفانس في فريق واحد، فلن يستطيع أحد منافستهما.»

منتصف الميدان
دونالد ترامب جونيور
لم يتولّ الابن الأكبر لترامب أي منصب حكومي، لكنه مستشار موثوق لوالده. ويقول إنه الوريث الحقيقي لحركة “ماغا”: «هناك دعوة واضحة. والدي غيّر الحزب الجمهوري، وأصبح الآن حزب أمريكا أولاً، حزب ماغا.»
رون ديسانتيس
حاكم فلوريدا المحافظ والمثير للجدل، ما يزال خياراً مطروحاً لدى الناخبين وفق الاستطلاعات. وقد نافس ترامب في الانتخابات التمهيدية لعام 2024، وما يزال فاعلاً في الإعلام المحافظ. تنتهي ولايته في 2027، ما يعني أنه سيحتاج إلى بناء قاعدة دعم خارج المنصب الرسمي.

تيد كروز
سيناتور تكساس، وآخر خصوم ترامب الأساسيين في انتخابات 2016 التمهيدية، بات اليوم من أبرز داعميه، لكنه يظهر بين حين وآخر اختلافات طفيفة. فقد وصف تهديد الإدارة بإلغاء برنامج جيمي كيميل بسبب انتقاداته بأنه «خطير جداً»، كما حذّر من التعرفات التجارية التي يطرحها ترامب.

خيارات غير متوقعة
ترامب نفسه؟
قال ترامب إنه “يحب” أن يترشح لولاية ثالثة، لكن الدستور لا يسمح بأكثر من ولايتين. وحتى أقرب حلفائه لا يتوقعون أن يمضوا معه في هذا المسار. سيكون ترامب في الثانية والثمانين من عمره، لكن لا يمكن تجاهل تصريحاته تماماً، فهو يواصل السعي لتوسيع صلاحيات الرئاسة.
كريستي نويم
حاكمة داكوتا الجنوبية السابقة ووزيرة الأمن الداخلي حالياً. تتولى تنفيذ سياسة الترحيل الواسع للمهاجرين، وهي سياسة مثيرة للجدل بشدة. كما زارت السجن فائق الحراسة في السلفادور، الذي تستخدمه إدارة ترامب لنقل أفراد العصابات الفنزويلية. وقالت: «إذا كنت هنا بطريقة غير قانونية، فالدور عليك بعدهم.»

روبرت إف. كينيدي جونيور
وزير الصحة المثير للجدل في إدارة ترامب، الذي أدت مواقفه المشككة باللقاحات إلى استقالة عدد من أبرز الخبراء في القطاع الصحي. يقول هو ومؤيدوه إن هذه التغييرات «مقصودة». وقد أثرت سياساته بشكل واضح داخل الحزب الجمهوري.

تولسي غابارد
المديرة العامة للاستخبارات الوطنية ومرشحة رئاسة سابقة عن الحزب الديمقراطي. نفّذت حملة تطهير داخل أجزاء من المجتمع الاستخباري الأمريكي، وهو ما يصفه منتقدوها بأنه تخريب متعمد. كما ادعت وجود “مؤامرة خيانة” ضد ترامب خلال إدارة أوباما، من دون تقديم أدلة واضحة.

سبنسر كوكس أو مرشح جمهوري غير منتمٍ إلى ماغا
حاكم يوتا ذو الخط السياسي الهادئ والمصالِح. فرصه في الفوز تبدو ضئيلة، لكن بعض الاستراتيجيين الجمهوريين يتوقعون ظهور خيار “مناهض لترامب” في السباق، ربما نيكي هايلي أو حتى مايك بنس.




