ثقافة وفن

يوم الزومبي في البرازيل.. من العبودية إلى الديموقراطية

مولود سعدالله – مراسلين

يحتفل البرازيليون اليوم 20 نوفمبر بيوم الوعي الأسود ، تخليدا لذكرى زومبي دوس بالمارس زعيم المقاومة الأفرو برازيلية ضد الرق في القرن السابع عشر ، ويأتي هذا اليوم لتسليط الضوء على تاريخ المقاومة السوداء ومساهمات السود في المجتمع والثقافة البرازيلية، ومكافحة العنصرية والتمييز المستمر.

جل السود في البرازيل هم أحفاد الأفارقة الذين جلبهم البرتغاليون كعبيد من غرب ووسط إفريقيا بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر ، وقد أجبر هؤلاء على العمل في مزارع السكر و القهوة والمناجم استغلال لهم والبنية اجسامهم ، إلا أنهم حافظوا على جزء كبير من تراثهم الثقافي، الذي يظهر اليوم في الموسيقى، الرقص، الطقوس الدينية، والمطبخ الأفرو برازيلي.

في هذا اليوم تتنوع فعاليات اليوم بين محاضرات وندوات تعليمية إلى عروض فنية ومهرجانات ثقافية، تشمل الرقصات التقليدية مثل capoeira والموسيقى الشعبية المشهورة samba، إضافة إلى الاحتفاء بالمأكولات والتقاليد الأفريقية.

و رغم مرور قرون على نهاية الرق لا تزال هناك فجوات اقتصادية واجتماعية كبيرة بين السود والبيض في البرازيل تتضح في التعليم، فرص العمل، والدخل، وهو ما يعكس استمرار آثار العنصرية التاريخية وعدم المساواة في المجتمع.

لو توسعنا أكثر في التاريخ نرى أن الاستغلال الطويل للموارد البشرية والطبيعية في افريقيا ، إضافة إلى الصراعات الداخلية والنهب المستمر، ساهم في تأخر التنمية في القارة رغم ثرواتها الضخمة.
مما يدعو إلى التساؤل حول القدرة الحقيقية لتصدير الديمقراطية من الدول الغربية، خاصة عندما تكون هذه الديمقراطية مصحوبة بممارسات اقتصادية وسياسية تتناقض مع العدالة والمساواة التي تروج لها على الصعيد الدولي.

في ضوء هذه المعطيات يظل يوم الوعي الأسود مناسبة للتفكير في حقوق الإنسان، العدالة الاجتماعية، وأهمية فهم السياقات التاريخية والاجتماعية قبل الحديث عن الديمقراطية في أي بلد.

Amjad Abuarafeh

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews