ماكرون يريد بناء علاقة هادئة مع الجزائر ويؤكد الحاجة إلى تصحيح ملفات عالقة
سارة جودي – مراسلين
باريس – في تحول لافت وسط أزمة دبلوماسية ممتدة، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بناء علاقة “هادئة” مع الجزائر، مؤكدا في الوقت نفسه أن “الكثير من الأمور تحتاج إلى تصحيح” بين البلدين. جاءت تصريحات ماكرون خلال مؤتمر صحفي على هامش قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا، في وقت تتصاعد فيه التساؤلات حول مستقبل العلاقة الثنائية بعد الإفراج عن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال.
وقال ماكرون ردًا على سؤال خلال المؤتمر الصحفي:
” أريد بناء علاقة مستقبلية تكون هادئة، لكن يجب علينا تصحيح الكثير من الأمور, ونحن نعلم أنه في ملفات الأمن والهجرة والاقتصاد، لسنا في وضع مرض، لذلك نريد نتائج”.
تأتي هذه التصريحات بعد أيام قليلة من قرار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون منح عفو للكاتب بوعلام صنصال، المحكوم عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة “المساس بالوحدة الوطنية”. خطوة رحبت بها باريس واعتبرتها “إشارة أولى إيجابية”، لكنها لا تكفي – وفق مراقبين – لطي صفحة الأزمة الأعمق منذ عقود.
تعود حالة التوتر في العلاقات بين البلدين إلى قرار الرئيس إيمانويل ماكرون أواخر يوليو/تموز 2024 بدعم مقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء الغربية، ما دفع الجزائر إلى سحب سفيرها من باريس فورا.
وكانت العلاقات الفرنسية الجزائرية قد تدهورت أكثر مع توقيف السلطات الفرنسية لموظف قنصلي جزائري بتهمة التورط في قضية خطف الناشط المعارض أمير بوخرص، وهي الحادثة التي فتحت الباب أمام موجة من الطرد المتبادل للدبلوماسيين بين البلدين.
وكان من المقرر أن يعقد الرئيس الفرنسي مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون لقاء على هامش قمة العشرين، غير أن تبون لم يتوجّه في النهاية إلى جوهانسبرغ، ما حال دون عقد اللقاء.
وأكد ماكرون في هذا السياق أن الاجتماع سيعقد عندما تكتمل التحضيرات اللازمة لضمان تحقيق نتائج ملموسة, كما انتقد محاولة بعض الأطراف في البلدين تسييس العلاقة الثنائية، موضحا أن كثيرين في فرنسا يسعون إلى تحويل ملف الجزائر إلى أداة للصراع السياسي الداخلي، وأن أطرافا في الجزائر تفعل الشيء نفسه تجاه العلاقة مع باريس.
