الجيش السوداني يحبط تمرّد «أولاد قمري» في دنقلا ويستولي على معسكرهم بالكامل

ممدوح ساتي -مراسلين
في تطوّر أمني لافت مساء الجمعة، شنّت قوات الجيش السوداني عملية خاطفة ضد الكتيبة المحلية المعروفة باسم «أولاد قمري» في مدينة دنقلا، بعد رفضها الانصياع لأوامر القيادة العسكرية بالالتحاق باللواء 75 مشاة.
وأعلنت لجنة أمن الولاية الشمالية أنها أحبطت محاولة تمرّد وسيطرت على المعسكر، وصادرت عدداً من المركبات والأسلحة، مع تسجيل قتلى وجرحى وإصابة قائد المجموعة واعتقال عدد كبير من العناصر.
من داخل الساعات العاصفة التي أنهت وجود «أولاد قمري» في دنقلا
تعود بداية التوتر إلى توجيهات عسكرية صدرت للمجموعة ذات الطابع المحلي بالاندماج رسمياً تحت إمرة الجيش. إلا أن القيادة رفضت الامتثال، ما دفع القوات المسلحة للتحرّك نحو مقر المجموعة قرب الميناء البري بمدينة دنقلا.
عملية سريعة وحاسمة
بحسب مصادر متعددة، نفّذت القوات هجوماً مركزاً على المعسكر، وسط اشتباكات قصيرة لكنها حاسمة.
وأسفرت العملية عن السيطرة التامة على الموقع، ومصادرة عشرات عربات الدفع الرباعي، وآليات عسكرية، وأسلحة كانت مخزنة داخل المعسكر، إلى جانب اعتقال عناصر المجموعة وإصابة قائدها.
تتحدث تقارير محلية عن سقوط شهيد واحد من الجيش وقتلى وجرحى من الطرف الأخر، غير أن الأرقام الدقيقة لم تُعلن رسمياً.
جرى نقل المصابين والمقبوض عليهم إلى مقار عسكرية داخل المدينة، وسط تشديد أمني مكثف في المنطقة المحيطة.
من هم «أولاد قمري»؟
المجموعة معروفة في الشمالية منذ سنوات، وتوصف بأنها قوة استطلاع محلية يقودها حسين «قمري»، ولها حضور اجتماعي وعسكري متشعب.
محاولات دمجها في المنظومة الرسمية واجهت تعثراً طويلاً، قبل أن تنفجر الأزمة الحالية، التي أنهت عملياً أي وجود لها خارج سلطة الدولة.
المشهد الأمني في الشمالية… وسياق حساس
تأتي هذه العملية في وقت تعمل فيه سلطات الولاية على تثبيت أمن مدنها، خصوصاً مع استقبال الشمالية لموجات كبيرة من النازحين الهاربين من دارفور وكردفان.
وتعتبر السيطرة على «أولاد قمري» رسالة واضحة بأن أي نشاط مسلح خارج الترتيبات الرسمية لن يُسمح له بالتمدد، في ظل تزايد تهديدات التهريب وحركة السلاح في المنطقة.
مشاهد من الميدان
تحدث سكان الأحياء القريبة عن تحرك قوافل عسكرية تنقل المعدات والمركبات المصادرة إلى مقار الجيش، إلى جانب انتشار وحدات إضافية لتأمين الطرق المؤدية إلى المعسكر.
وبحلول صباح اليوم التالي، بدا الهدوء يعود تدريجياً بينما تستمر عمليات التمشيط.
ولاية تستعيد قبضتها
أنهت العملية واحدة من أعقد القضايا الأمنية في دنقلا، ووضعت حداً لوجود قوة مسلّحة خارج سيطرة الدولة، لكن الأهم أنها كشفت عن تحسّن ملحوظ في أداء حكومة الولاية الشمالية ولجنتها الأمنية خلال الفترة الأخيرة.
فقد جاء التعامل السريع مع التوتر، والتنفيذ المنضبط للعملية، ليعكسا عودة فاعلية مؤسسات الولاية في رصد الظواهر الأمنية السالبة والتدخل المبكر لحسمها قبل اتساع نطاقها.
ورغم بقاء التحديات الأمنية قائمة مع اشتعال الحرب في أنحاء البلاد، إلا أن ما حدث في دنقلا يؤشر إلى مسار أكثر ثباتاً نحو استعادة الأمن الداخلي ومنع أي مجموعات أخرى من استغلال ظرف الحرب لتوسيع نفوذها.






