أخبار

تحرّكات مفاجئة لقوات حفتر في الشرق الليبي… ومخاوف من موجة اضطراب تمتد نحو السودان

ممدوح ساتي -مراسلين

شهد الشرق الليبي خلال الساعات الأخيرة تحرّكات عسكرية غير مسبوقة لقوات خليفة حفتر، شملت نقل وحدات مسلّحة، وتعزيز نقاط انتشار قرب الهلال النفطي، إلى جانب نشاط ملحوظ للطيران المسيّر.

مراقبات OSINT مثل LiveUAmap وSatellite Imagery Analysis رصدت تحليق الطائرات المسيّرة فوق محاور يفترض أنها هادئة، ما يعكس طابعًا استعراضيًا ورسائل قوة أكثر من كونها عمليات عسكرية واسعة النطاق.

وتأتي هذه التحركات في ظل حالة سيولة سياسية وأمنية داخل ليبيا، ما يثير مخاوف إقليمية من موجة اضطراب قد تمتد جنوبًا نحو السودان، خاصة مع نشاط شبكات التهريب والدعم اللوجستي الممتدة بين البلدين، والتي طالما وثّقها Global Initiative Against Transnational Organized Crime وThe Sentry، حيث تربط خطوط التهريب بين الهلال النفطي ودارفور، ما جعل أي تصعيد محتمل في الشرق الليبي له انعكاسات مباشرة على الاستقرار السوداني.

حفتر… مشروع عسكري عابر للحدود مدعوم إماراتيًا باسم “الجيش الوطني الليبي”

تحركات حفتر الأخيرة تعكس نمطًا طويلًا من النشاط العسكري المستقل، الذي يهدف لتثبيت صورته كـ”الرجل القوي” في الشرق الليبي. تحليلات UN Panel of Experts on Libya ومصادر مفتوحة أخرى تؤكد أن هذه القوة ليست جيشًا نظاميًا، بل شبكة ميليشيات متفرقة تخضع في ولاءاتها لشخص حفتر وعائلته، مع تدخلات قبلية ومصالح محلية.

“الجيش الوطني الليبي”: التسمية الإعلامية لا تعكس الواقع

تسمية “الجيش الوطني الليبي” ليست مجرد تسمية رسمية، بل أداة بروباغندا.
بحسب تقارير Chatham House وIISS، يشمل التشكيل ميليشيات قبلية ومرتزقة، وبعض الوحدات الميدانية مثل كتيبة طارق بن زياد التي ظهرت في ملفات التحقيق الدولي، ولا تخضع لبنية الدولة الموحدة.

تحليل مسارات الرحلات الجوية، والصور الفضائية التي راصدتها OSINT Satellite Tracking، أظهر دعمًا إماراتيًا مستمرًا يشمل معدات للطائرات المسيّرة وذخائر، إضافة إلى خطوط إمداد لوجستية للمرتزقة.
هذا الدعم أعطى حفتر قدرة على توسيع نفوذه ليس داخل ليبيا فحسب، بل أيضًا في مناطق حساسة شمال السودان، وفق تحقيقات The Sentry وGlobal Initiative.

تحركات حفتر الأخيرة مرتبطة بمسارات تهريب معروفة عبر الحدود، حيث أظهرت تقارير UN Panel of Experts وخرائط Global Initiative أن خطوط الإمداد العابرة للحدود استخدمت في فترات سابقة لتغذية النزاعات في دارفور. هذا يجعل أي تصعيد محتمل في الشرق الليبي عامل خطر مباشر على السودان، سواء عبر مرور المرتزقة أو انتقال الأسلحة أو تفعيل شبكات التهريب.

التحركات الأخيرة لحفتر ليست مجرد استعراض قوة، بل تعكس:

  • استمرار نفوذ ميليشياوي غير خاضع لسيطرة الدولة.
  • استخدام التسميات الإعلامية لتضليل الرأي العام الدولي والليبي.
  • دور الإمارات كمموّل وداعم يعزز قدرة حفتر على التأثير في المنطقة.
  • احتمال كبير لتأثير مباشر على الاستقرار في السودان والدول المجاورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews