السودان: دنقلا تتحدّث بلغة الإنسانية

ممدوح ساتي -مراسلين
أطلق أبناء دنقلا اليوم مبادرة إنسانية تعكس روح الوحدة الوطنية، حيث وصلت قافلة دعم متكاملة إلى معسكر العفاض بمحلية الدبة لتقديم المساعدة للوافدين والنازحين.
القافلة حملت معها حزمة واسعة من الدعم الملموس: سلال غذائية طازجة، أدوية ضرورية، ملابس وأحذية، فضلاً عن برامج إصحاح البيئة للحفاظ على صحة الأسر، وتنظيم أنشطة رياضية وترفيهية للأطفال والشباب، بالإضافة إلى جلسات دعم نفسي لمواجهة صدمات النزوح.
الحدث شهد تضافر جهود المجتمع المحلي من شباب وفاعليات مجتمع مدني، الذين عملوا على تجهيز المعسكر واستقبال الوافدين، في مشهد يعكس قوة الروابط الإنسانية والتكافل الشعبي الذي أصبح نموذجاً متكرراً يومياً في الولاية الشمالية.
كما رافق القافلة المنتخب الأولمبي لكرة القدم، مقدمين للأطفال والشباب لحظات من الفرح والانشراح، لتكتمل صورة التضامن الوطني الذي يرفع الروح المعنوية للمتضررين، ويجعل من لحظات الأزمة فرصة لإظهار أسمى معاني الإنسانية.

قافلة دنقلا: قصة تلاحم ووحدة في معسكر العفاض بالدبة
تحولت الطرقات المؤدية إلى معسكر العفاض بالدبة إلى مشهد من التضامن، حيث وصلت قافلة دعم مجتمعي من دنقلا تحمل معها كل ما يحتاجه الوافدون والنازحون من مساعدات أساسية وروحية.
حملت القافلة الطعام والدواء والملابس، وجمعت بين الرعاية الصحية والنظافة العامة، والأنشطة الترفيهية للأطفال والشباب، مع جلسات دعم نفسي منسقة لتخفيف معاناة العائلات المتضررة.
هذا التجمع البشري الكبير، من شباب المجتمع المدني وفاعليات المحلية، لم يكن مجرد توزيع مساعدات، بل رسالة واضحة أن المجتمع السوداني يقف مع بعضه في أصعب الظروف، وأن التضامن ليس حدثاً استثنائياً، بل ثقافة يومية حية في محليات الولاية الشمالية.

الأطفال يضحكون في الألعاب، والشباب يشاركون في الرياضة، والوجوه المرهقة تشرق بابتسامة أمل، بينما يبقى المشهد العفو شاهداً على قوة الروابط الإنسانية والوطنية، التي تجعل من أي تحدٍّ فرصة لإظهار أسمى قيم التضامن.
دنقلا اليوم ليست مجرد مدينة، بل رمز حي لوحدة الشعب السوداني، حيث يتحول الدعم الجماعي إلى قوة تبني الأمل في نفوس المحتاجين، وتثبت أن الإنسانية الحقيقية قادرة على تجاوز كل محن.





